توقيت القاهرة المحلي 02:56:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسطرة العرجاء

  مصر اليوم -

المسطرة العرجاء

بقلم : عمرو الشوبكي

لافت طريقة تعامل البعض مع الموجة الثانية من الاحتجاجات العربية، التى شملت بلدانًا مثل الجزائر والسودان والعراق ولبنان، حين وضع مسطرة عرجاء يقيس بها احتجاجات كل بلد، فأيدها فى مكان ورفضها فى آخر، بل تغاضى عن قتل أبرياء فى مدينة وصرخ ضد قتلهم فى أخرى تبعًا لنفس المسطرة العرجاء.

«حلب تحترق» شعار رفعه البعض حين سقط آلاف المدنيين الأبرياء ضحايا لجرائم النظام السورى، وجرائم الإرهابيين الدواعش على السواء، ولكن نفس هؤلاء الذى رفعوا شعارات إنسانية دفاعًا عن حلب العظيمة، اختفوا تمامًا فى شمال سوريا، ولم يفرق معهم سقوط آلاف المدنيين ضحايا للغزو التركى.

لقد ظلت المسطرة العرجاء حاضرة فى سورية فى كل حدث، منذ بداية انتفاضتها المدنية وحتى عسكرتها، والمدنيون يدافع عنهم لو كانوا فى مناطق سيطرة أو نفوذ الطرف الذى نؤيده، وهم فى ذاتهم ليست لهم قيمة يجب الدفاع عنهم مهما كانت توجهاتهم والمناطق والبلاد التى ينتمون إليها.

أما مظاهرات العالم العربى فقد جرى التعامل معها بالقطعة وحسب المصلحة الحزبية والولاء الإقليمى، فأى مظاهرات تشهدها مصر هى حراك شعبى عظيم، فى حين أن مظاهرات تركيا مرفوضة ومن يقوم بها عملاء ومأجورون، والديمقراطية شعار يرفع حسب الطلب والحاجة، فمن يقول إنه لا توجد ديمقراطية فى مصر لا يكمل الخط على استقامته ويقول إنه لا توجد ديمقراطية فى تركيا مع رئيس بقى فى السلطة 18 عامًا ويرغب فى أن يبقى أبديًا فيها، واعتقل عشرات الآلاف من البشر.

مظاهرات السودان والجزائر فلتت جزئيًا من استقطاب المحاور، فدعمها الكثيرون، ولكنهم عادوا وتراجعوا عن تقديم أى دعم حين تعلق الأمر بلبنان والعراق، فمدهش أن يكون متظاهرو السودان «ثوارًا أحرارًا ومعهم سيكملون المشوار»، فى حين أن متظاهرى العراق ولبنان متآمرون وعملاء يجب مواجهتهم، وهى مسألة صادمة وغير مسبوقة.

فحين رفع المتظاهرون شعارات مناهضة للهيمنة الإيرانية على مقدرات العراق تغيرت بوصلة البعض، ودافع عن النظام القائم وأدان الحراك الشعبى واعتبره مؤامرة على العراق، فى حين أنه كان يحث شعوبًا عربية أخرى على التظاهر كل يوم ضد حكامها، وحين مست المظاهرات نظمًا تنتمى لمحوره الإقليمى وتتعارض مع مصالحه الضيقة أدانها.

موقف حزب الله من مظاهرات لبنان والتهديدات التى وجهها للمتظاهرين كان أسوأ من نظم عربية أخرى، وحولت شعارات المقاومة والممانعة لأداة لقمع الشعوب.

يشجع البعض المظاهرات فى البحرين، ويرفضها فى إيران حتى لو رفعت نفس الشعارات وطالبت بنفس الحقوق، وهو أمر مخجل ويعكس ازدواجية كبيرة.

لن يتقدم العالم العربى نحو بناء دولة القانون والديمقراطية إلا لو امتلكت نخبته السياسية مسطرة واحدة للقياس متسقة مع نفسها، لا أن تطبق على سطر وتترك آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسطرة العرجاء المسطرة العرجاء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon