توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إضراب فرنسا

  مصر اليوم -

إضراب فرنسا

بقلم : عمرو الشوبكي

شهدت فرنسا يوم الخميس الماضى واحدًا من أكثر إضراباتها قوة وانتشارًا، لم يفقه إلا إضراب عام 1995، وذلك اعتراضًا على الإصلاحات التى ينوى الرئيس إيمانويل ماكرون القيام بها الخاصة بنظام التقاعد.

وتتسم الحركات الاجتماعية فى فرنسا بالقوة والحيوية والقدرة على التعبئة والحشد، مقارنة بمعظم البلاد الأوروبية، كما أن اللجوء لسلاح الإضراب أمر متكرر فى فرنسا مقارنة بألمانيا وبلاد الشمال الأوروبى.

وتاريخ فرنسا حافل باحتجاجات اليسار والقوى الثورية (ثورة الطلاب فى 68 وغيرها) طوال القرن الماضى، لكنها عرفت أيضا احتجاجات القوى الاجتماعية أو ما يمكن وصفه باحتجاجات اليسار الاجتماعى الممثل فى النقابات، وجماعات مطلبية تدافع عن حقوق الناس فى السكن ونظام التقاعد والرواتب العادلة.

والحقيقة أن السبب الرئيسى للإضراب الحالى هو رغبة الرئيس الفرنسى فى إصلاح نظام التقاعد، وهو امتداد لنفس المحاولة التى قام بها الرئيس الراحل جاك شيراك فى عام 1995 وتراجع عنها بعد موجة احتجاجات عارمة اجتاحت البلاد.

مضمون هذه الإصلاحات، كما تصفها الحكومة، هو توحيد نظام التقاعد، حيث يوجد فى فرنسا 42 نظاما مختلفا للتقاعد حسب المهن والوظائف والفئات الحكومية، ويرغب ماكرون، وحكومته، أن يوحدها أو على الأقل يجعل التفاوت بينها فى أقل حد ممكن، لأن الوضع الحالى يكلف الحكومة كل عام ما يقرب من 8 مليارات يورو، وهو مبلغ تقول الحكومة إنها لم تعد قادرة على تحمله.

وقد بدا لافتًا المشاركة الفاعلة للعاملين فى السكك الحديدية فى الإضراب، لسبب بسيط، أن هؤلاء يتقاضون حوافز وبدلات أعلى من غيرهم، ولديهم نظام للتقاعد أفضل من فئات كثيرة، فى حين تقول الحكومة إن جانبا من هذه البدلات يسمى «بدل الفحم»، والذى وضع فى قانون صدر عام 1945، ويعطى بدلات خاصة لسائقى القطارات نظير تحملهم مخاطر قيادة قطارات تسير بالفحم، والآن أصبحت القطارات تدار بأحدث أنواع التكنولوجيا وأصبح الفحم ذكرى فكيف يتم إعطاؤهم هذه البدلات؟

أما سن التقاعد فكان 50 عاما ويحصل فيه السائقون على مستحقاتهم كاملة نظير ما يتحملونه من مشقة فى مواعيد العمل وغياب إجازات «الويك إند» والعمل فى أى موعد، وهو ما تنوى الحكومة رفعه أيضا.

إضراب السكك الحديدية وصل إلى 90% وهو أعلى نسبة مشاركة لهذا القطاع فى أى إضراب فى تاريخ فرنسا، والسبب واضح أنه من أكثر القطاعات التى ستتضرر من جراء هذه الإصلاحات.

يقينًا إضرابات فرنسا ليست بالحدث العابر أو السهل لأنها تأتى فى ظل وجود احتجاجات السترات الصفراء على النظام السياسى برمته، وجاءت الاحتجاجات المطلبية المدعومة من نقابات وحركات اجتماعية قوية لا تمثل فقط صوتًا احتجاجيًا رافضًا، إنما لديها بدائل اجتماعية لمشاريع ماكرون السياسية والاقتصادية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضراب فرنسا إضراب فرنسا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon