توقيت القاهرة المحلي 09:20:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر بلا أقباط

  مصر اليوم -

مصر بلا أقباط

بقلم : عمرو الشوبكي

الاعتداءات الطائفية الكثيرة التى تعرض لها المسيحيون فى مصر أصابتهم بالفزع والخوف، وطرحت أسئلة، بعضها دار حول كراهية المسلمين لهم وتأييد كثير منهم لجرائم داعش وسقط البعض فى نفس النظرية التى تعقد ولا تحل، واعتبر أن المشكلة فى النصوص الإسلامية وليس فى المتطرفين، فى حين أن الواقع يقول إن هذه النصوص ظلت معنا قرونا، وشهدنا تفسيرات فقهية متشددة للنصوص الدينية، ومع ذلك لم نعرف ذبحاً للمسيحيين فى عشرينيات القرن الماضى، ولا انتحاريين فى الخمسينيات والستينيات منه، لأن الذى تغير هو السياق الاجتماعى والسياسى الذى نعيش فيه وليس النصوص الخالدة.

ولذا لم أندهش كثيراً من رسالة مواطن مصرى مسيحى، هو الأستاذ أيمن ساويرس، وصلتنى تعليقا على مقال و«اعترف داعش»، والتى اتسمت بالأدب الشديد والرقى وجاء فيها:

«لقد انتابنى القلق من رؤية الفيديو المعروض من داعش، مستغلا بعض المواقف للمتشددين الأقباط أو الذين خرجوا عن شعورهم عقب حادث أو مأساة، ولكن وإن دل خوفى على شىء فهو يدل على هشاشة الوضع الحالى وحالة الـ(Truma) التى أصابت المجتمع عقب هذا الحادث.

ولذا عندى فكرة قد تبدو غريبة- وهى بالفعل غريبة- هل نطرح استفتاء للشعب (المسلمون فقط) على التأييد أو الرفض لتهجير الأقباط من مصر؟

إنه استفتاء لتقييم هشاشة الوضع ومعرفة ما بالنفوس ورسم صورة لمن هم يتأرجحون بين الداعشى الكامن بالنفس، وعشرة جار طيب قبطى ترك فى النفس أثرا إيجابيا، ولنتخيل جميعا ما بعد عصر الأقباط».

انتهت رسالة الأستاذ أيمن وطرحت سؤالا تكرر كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو موقف غالبية المسلمين الحقيقى من إرهاب داعش وقتل المسيحيين؟ والحقيقة أن موقف غالبية المسلمين من إرهاب داعش (وأقصد الغالبية العظمى) هو يقيناً موقف الرفض والإدانة، حتى لو كانت هناك قيود كثيرة تحد من قدرتهم عن التعبير عن تضامنهم مع المسيحيين، وأن رفض (وصدمة) المسلمين لجريمة الكاتدرائية الإرهابية كان حقيقيا وأصيلا.

نعم هناك مسلمون متعصبون، ولكن غالبيتهم الساحقة لا تبرر القتل ولا التهجير، مثلما هناك مسيحيون متعصبون لا يعرفون القتل ولا الإرهاب، وهناك مسلمون معتدلون ومثلهم مسيحيون، والمطلوب هو دولة قانون (غائبة) تضمن العيش المشترك وتفرض على الجميع الالتزام بالدستور والقانون، حتى لو كان هناك متعصبون من الجانبين فلا تسمح باعتداء ولا تحريض وتواجه بصرامة الإرهاب والإرهابيين.

دلالة رسالة الأستاذ أيمن ومشاعر كثير من المسيحيين على مواقع التواصل الاجتماعى تمثلت فى الحرص على مخاطبة المجتمع، أو بالأحرى الغالبية المسلمة، مهما كان الرأى فى تعصب بعضها، وهو أمر إيجابى (يراه البعض تحولاً) رغم التعصب والمحن فى الانشغال بموقف المجتمع وليس فقط الدولة والسلطة. فعيون المسيحيين عقب 30 يونيو وقيادتهم الكنسية لم تر إلا النظام السياسى كحامٍ وحيد لهم، فظهروا وكأنهم جميعا مؤيدون ومباركون وداعمون، وهو أمر لا يعكس التنوع الحقيقى وسط المسيحيين، ففيهم مؤيدون ومعارضون ومحايدون، وأن المجتمع المصرى بتنوعاته هو الحامى الحقيقى للمسيحيين بدعم العيش المشترك. صحيح أن الدولة هى التى تصون حقوقهم وتحافظ عليها كمواطنين لا كجماعة مؤيدة، فحرص المسيحيين على مخاطبة المسلمين والاحتماء بالمجتمع فى مواجهة التطرف سيدفع الدولة فى يوم قريب إلى التعامل مع الجميع كمواطنين كاملى الأهلية بعيدا عن ثنائية التأييد والمعارضة طالما احترما الدستور والقانون.

المصدر: المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر بلا أقباط مصر بلا أقباط



GMT 00:01 2023 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

مئوية أهم دستور مصرى

GMT 04:18 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هلّا شققت عن قلبه؟

GMT 06:55 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

رصيد القرون الثلاثة في أرض الكويت!

GMT 01:17 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فخامة الرئيس ميشال عون... رئيس المخالفات الدستورية

GMT 00:41 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

«تونسة» النهضة أم «أخونة» تونس؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon