توقيت القاهرة المحلي 22:47:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوليمبياد باريس

  مصر اليوم -

أوليمبياد باريس

بقلم:عمرو الشوبكي

أثار حفل افتتاح أوليمبياد باريس الكثير من الإعجاب والكثير من النقد، خاصة فى منطقتنا العربية، فقد نجحت فرنسا فى تقديم عمل فنى رائع تضمن استعراضات معقدة ومبهرة على مساحة مفتوحة وليس ملعبًا مغلقًا، ظهرت فيها صور الجمال المختلفة فى قلب باريس، التى حافظ أهلها على رونقها المعمارى وبريقها التاريخى دون تشويه ببناء طريق سريع أو كوبرى أو مبنى شاهق يأتى على حساب مبنى صغير قديم. وقد استعرض العرض صورًا مختلفة لجمال مدينة النور من الإضاءة المبهرة لبرج إيفل، الذى كان محور الحدث حتى حدائق «التروكاديرو» وانتهاء بقوس النصر وساحة الكونكورد حيث المسلة المصرية.

أما النقد فتركز على بعض اللقطات السريعة التى عرضت المثلية الجنسية، وهو نقد مشروع منسجم مع منظومة القيم السائدة فى بلاد الشرق بكل تنوعاتها الثقافية والحضارية، إلا أنه بدا لافتًا أن هذا النقد صاحبه خوف من انهيار قيم مجتمعاتنا بسبب هذه اللقطات، وغابت أى مناقشة لباقى جوانب العمل الفنى، بحيث أعطت انطباعًا وكأن مجتمعنا هشٌّ ثقافيًّا يمكن أن تخترقه لقطة أو لقطتان فى استعراض فنى، وتجعل أغلب الناس يتحولون نحو ما شاهدوه.

إن مجتمعنا ترفض منظومة قيمه التطبيع مع المثلية الجنسية، كما ترفض ازدراء الأديان دون ادعاء أو ترويج لتدين شكلى، فهو موقف أصيل وحقيقى لا يلغى أن هذه الظاهرة موجودة فى كل المجتمعات سواء فى الخفاء أو العلن، ولكن ثقافة مجتمعاتنا ومنظومة قيمه ترفض مَن يروجون لفكرة أنهم جنس ثالث جديد من حقهم أن يتزوجوا ويتبنوا أطفالًا ويفرضوا عليهم أن يتربوا فى «بيت المثلية»، الذى رفضته بعض الدول الأوروبية.

رفض هذه اللقطات فى مجتمعاتنا راسخ دون تصنع أو مزايدة من أحد، لكن أن نختزل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية فى هذه اللقطات، ويشعر الكثيرون منّا أننا مُهدَّدون، وكأن مجتمعنا وثقافتنا وحضارتنا الضاربة فى جذور التاريخ ستنهار بسبب هذه اللقطات، فهذا غير معقول.

علينا أن نثق فى أنفسنا أكثر، وأن نختلف ونتفق دون أن نتصور أن مشهدًا هنا أو هناك سيهدم حضارتنا (لأنها ليست بهذا الضعف) تمامًا مثلما يتعامل البعض مع مشاهد الانحراف فى السينما، ويقول إنها ستهد قيم المجتمع حتى وصلنا إلى اعتبار مشاهد الفقر تسىء إلى سمعة مصر كما جرى فى فيلم ريش. يقينًا هذه الأمثلة تختلف عن مسألة الترويج للمثلية، ولكنها تتشابه معها فى نقطة واحدة، وهى فى إحساس بعضنا بالضعف الشديد أمام أى مؤثر خارجى رغم أننا أقوى من ذلك بكثير. سيبقى أمرًا إيجابيًّا أن يتمسك مجتمعنا بالفطرة السليمة، لكن عليه أيضًا أن يشعر بالثقة فى النفس وفى حضارته ومنظومة قيمه لأن تقريبًا كل حضارات العالم ترفض الخيار الغربى فيما يتعلق بالتعامل والتطبيع مع المثلية الجنسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوليمبياد باريس أوليمبياد باريس



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon