توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة إلى النص الدينى

  مصر اليوم -

عودة إلى النص الدينى

بقلم : عمرو الشوبكي

جاءتنى هذه الرسالة من الأستاذ المهندس حازم راضى، هذا مضمونها:

الدكتور المحترم/ عمرو الشوبكى...

قرأت مقالك «نهاية إرهاب المرجعيات» وقد أحببت أن أتشارك معك بعض الأفكار التى قد تساعد فى هزيمة الإرهاب الأسود الذى يعيث فسادا فى العالم كله وليس فى مصر فحسب.

بداية أعترف بأننى من أنصار المدرسة التى تقول إن أهم دوافع الإرهاب- فى المنطقة العربية على وجه الخصوص- هى النصوص الدينية التى التصقت بالدين الاسلامى منذ عصور الخلافة القديمة.. وأن هذه النصوص كانت ولاتزال هى النهر الأسود الذى يجرى فى المنطقة العربية ويقع فيه كل مضطهد ومظلوم ومحروم ويتلوث بالأفكار السوداء التى تملأ هذا النهر من تكفير للمجتمع أو الأديان الأخرى أو قطع رقاب الناس بدون محاكمة أو إقامة خلافة (أو بالأحرى دولة) إسلامية إلى آخر هذه الأفكار التى أكل عليها الدهر وشرب ونام.

إن الإرهاب تتعدد أوجهه من إرهاب دينى مثل عصور الظلام الأوروبية إلى إرهاب قومى فى بعض البلاد اللاتينية والآسيوية إلى إرهاب دولى مثل المنظمات الإرهابية فى أوروبا.

ولكن كل هذه الحركات الإرهابية لها هدف معين تريد أن تحققه سواء كان سياسيا أو اجتماعيا ولكن الوسيلة المستخدمة هى واحدة: استخدام العنف من أجل تحقيق هذا الهدف، وهذا يدفعنا إلى ضرورة وضع تعريف محدد وواضح للإرهاب لأن الإرهاب السياسى قد يسمى نضالا من أجل التحرر، وقد تدافع عنه منظمات حقوقية أو نظم سياسية دولية مع أنه إرهاب!!

ولذلك فإنه من الضرورى جدا بل إننى اعتبر أن الخطوة الأولى فى محاربة الإرهاب تجفيف المنبع الفكرى الذى ينبت لنا هذه الأفكار الخبيثة وخلق موجة هائلة من التعليم والثقافة تقضى على كل الأفكار المتخلفة التى تعج بها هذه التنظيمات المسماة الإسلامية.

سيدى الفاضل تجدر هنا الإشارة إلى عدم قيام الأزهر الشريف بمهمته فى تنقية النصوص الباطلة التى تخالف القرآن الكريم بل إن الأزهر رفض أن يقوم بتكفير هؤلاء الإرهابيين أو حتى نزع صفة الإسلام عنهم.

إن الأزهر الشريف هو الحائط الدفاعى الأول، وهو المكلف رسميا بدحض الفكرة الأساسية التى تقوم عليها الحركات الإرهابية فى المنطقة العربية، إن مهمته أن ينزع الصفة الدينية عن أولئك الإرهابيين فيتم تجفيف المصدر البشرى والعقائدى لهذه الحركات، إن أى شخص ينضم الآن للحركات الإرهابية لابد أنه تعامل من قريب أو بعيد مع المرجعيات الدينية المغذية للإرهاب مثل كتب أبوالأعلى المودودى أو كتب سيد قطب أو فتاوى ابن تيمية.

وأقول للأستاذ حازم إن كل الإرهابيين الأوروبيين وكثيرا من العرب لم يسمعوا عن هؤلاء وبالقطع لم يقرأوا لهم كتابا واحدا.

سيدى إن الأشخاص الذين عانوا من الظروف السياسية أو الاجتماعية معرضون بالطبع إلى الانخراط فى التنظيمات الإرهابية ولكن بهذا المعنى فإن كل الشعوب التى تعانى من مظالم اجتماعية أو سياسية سوف تنضم جميعها إلى تنظيمات إرهابية، ولكن ذلك لم يحدث، فالتنظيمات الإرهابية محدودة العدد بالمقارنة بعدد الشعوب التى تحاول حكمها.

ولكن لأن هذه الشعوب لم تجد نظاما سياسيا يحقق لها العدل فإنها رضيت بأن يحكمها تنظيم سياسى قد يتدثر بعباءة دينية تحقيقا لهدف دينى، ولكن الشعوب لم تنظر إلى هذا الهدف الدينى بقدر حاجتها إلى تنظيم يحكم أمورها وينظمها، ومن هنا جاء سر نجاح داعش فى سوريا والعراق، والإخوان فى مصر، وطالبان فى أفغانستان، وغيرها من الحركات الإسلامية التى نجحت فى تكوين ما يشبه الدولة.

إن النهر الأسود به مياه تفيض وتجرى، ولم يقم أحد بمحاولة تجفيف هذا النهر، وإن لم نفعل ذلك فسوف نجد تنظيمات أخرى تتوالد وتتكاثر حتى وإن كانت الحياة السياسية أو الاجتماعية سليمة.

أرجو ألا أكون قد أطلت عليك ولك منى جزيل الشكر والعرفان.

مازلت أعتبر أن التحول الذى حدث مؤخرا يقول إن الإرهاب يأتى من الواقع الاجتماعى والسياسى أولا ثم يبحث عن مبرر أو غطاء دينى ثانيا، ودون أن يعنى ذلك إضفاء أى شرعية على العنف والإرهاب، فهو مدان تحت أى ظرف وتحت أى يافطة.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة إلى النص الدينى عودة إلى النص الدينى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon