توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وفشلت المفاوضات

  مصر اليوم -

وفشلت المفاوضات

بقلم : عمرو الشوبكي

فشلت مفاوضات اللحظة الأخيرة التى دعت لها السودان وضمت معها مصر وإثيوبيا، فرغم حدوث تقدم فى المسائل الفنية، إلا أن جوهر الخلاف ظل فى إصرار إثيوبيا على اعتبار تحكمها فى مصب النهر شأنا داخليا يخضع لسيادتها، فى حين أن القانون الدولى يقول إن دول المصب (مصر والسودان وإثيوبيا) لها حقوق متساوية ولا يحق لدولة أن تستحوذ على المياه وتضر بالدول الأخرى.

وبناء عليه، يصبح الحديث عن جدوى أى مفاوضات مع إثيوبيا إضاعة للوقت طالما ظلت غير راغبة فى التمييز بين حقوق السيادة الوطنية، والشراكة مع دول أخرى فى مصب نهر، وحتى لو أضرت بالمصالح المائية لبلد آخر مثل مصر وبأمنها «الوجودى» وليس فقط القومى.

لقد ترسخ لدى إثيوبيا قناعة أنها فى وضع تفاوضى أفضل بعد توقيع مصر على اتفاق إعلان المبادئ قبل حسم الأمور الفنية، كما روّجت إثيوبيا للعالم أنها تبنى من خلال رئيس وزرائها، أبى أحمد، نظامًا ديمقراطيًا يرغب فى التنمية والتقدم ويحتاج سد النهضة لتحقيق ذلك، كما نجحت فى الحصول على تعاطف عدد من النواب الأمريكيين من أصول إفريقيا بعد أن اتهمت مصر أنها دولة استعمارية ترغب فى منع إثيوبيا من التنمية والتقدم، ومازال يتعاطف مع خطابها «الإفريقى» كثير من دول القارة السمراء.

تحتاج مصر إلى مواجهة خطاب الصلف الإثيوبى بخطاب مضاد يؤثر فى العالم بعيدا عن مفردات الاستهلاك المحلى، خاصة أن مصر لم تمتنع عن المشاركة فى أى مفاوضات منذ التوقيع على إعلان المبادئ فى 2015 وحتى الآن.

ستقوم إثيوبيا بملء جزئى للسد (5 مليارات متر كعب) فى شهر يوليو المقبل نظرا لعدم اكتمال الجزء الأوسط من بناء السد، وهذه السعة لن تؤثر على مصر بقدر ما ستمثل تحديا وجرس إنذار حقيقى، أما الخطر الحقيقى فسيكون مع بدايات العام المقبل حين تستكمل إثيوبيا ملء السد بشكل كامل، وهو ما سيترتب عليه إدخال مصر فى فقر مائى حقيقى.

أمام مصر من 6 إلى 8 أشهر تضع فيها خطة مواجهة سياسية شاملة تبدأ كما صرح وزير الخارجية بتقديم شكوى فى مجلس الأمن، وإعداد حملة دولية منظمة تخاطب إفريقيا وأوروبا والقوى الكبرى لشرح عدالة الموقف المصرى.

أما الحديث الغريب والصادم من قبل البعض عن أن هناك مؤامرة دولية لتوريط مصر وجيشها فى حرب، فهذا كلام عبثى لكن بالتأكيد مصر ستدرس كل الخيارات بدقة فى قضية وجود مثل المياه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفشلت المفاوضات وفشلت المفاوضات



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon