توقيت القاهرة المحلي 09:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فصل تعسفي

  مصر اليوم -

فصل تعسفي

بقلم : عمرو الشوبكي

قرار جامعة دمنهور بفصل الطالب مصطفى شعبان لأنه تحدث فى تلفزيون الدولة عن وجود تكدس فى المدرجات كارثى، ويعكس عدم فهم لأبسط قواعد العمل التربوى والفرق بين الرأى والتحريض، وفيه قتل لكل المعانى الإيجابية المطلوب وجودها بين الطلاب من المبادرة والثقة فى النفس والروح النقدية.

البديهيات المعروفة التى ترددها الدولة كل يوم تؤكد على رفض الحديث فى أمورنا الداخلية على قنوات معادية أو محرضة وهو ما فعله الشاب الذى اختار القناة الأولى من التليفزيون المملوك للدولة، بما يعنى أن الاعتراض على التكدس وغياب التباعد الاجتماعى والتداعيات الصحية لأزمة كورونا جرى من خلال القنوات الشرعية ويجب أن يكون قضية النقاش الأولى فى البلد فى ظل جائحة تضرب الجميع.

مدهش أن تنتفض قيادة الجامعة على كلمتين فى التليفزيون الرسمى ولا تعرف الفرق بين تليفزيون الدولة الذى يجب أن يكون صوت الجميع وبين قنوات التحريض والكراهية، وأن الكلام والنقد من خلال المسار الشرعى يجب أن يكون مرحبًا به بل ويسعى إليه أى مسؤول لأنه يعنى أولا أنه ليس «على رأسه بطحه» لكى يخشى من كلمتين، وثانيا لأنه يحول أى نقد أو اعتراض من داخل النفوس إلى العلن حتى لا يترك فرصة لكى يخرج بشكل غير متوقع وفجائى، وأخيرا تكريس «لفضيلة النقاش العام» بمناقشة قضايا السياسات العامة وأزماتها من صحة وتعليم وخدمات وهى كلها قضايا تناقش فى مختلف النظم ديمقراطية وغير ديمقراطية وتشعر الناس بأنهم شركاء فى القضايا التى تمسهم حتى لو تركوا القضايا الكبرى لدوائر الحكم وصنع القرار. المدهش أن هناك نمطًا من المسؤولين تصور أن الإدارة الحازمة تعنى الفصل والعقاب التليفزيونى فكلنا نذكر التصرف الفج لمحافظ الدقهلية مع مديرة مدرسة ومربية فاضلة، وهو يطالبها بتنظيف الشباك، ونسى أو تناسى أن الإدارة الحازمة لا تعنى إهانة الناس على الهواء، إنما معرفة أسباب القصور فى أى منشأه من نقص إمكانات وأفراد وأى سوء أداء مركزى وحله أولا ثم توقيع العقاب على المخالفين بعدها.

مثل هذه الحوادث التى تكررت فى الفترة الأخيرة سواء مع أطباء ومديرى مستشفيات أو مع مديرى منشآت تعليمية دون غيرهم لم يتواكب معها أى نقاش حول المشاكل الموجودة وسبل إصلاحها.

وإذا تتبعنا ما جرى فى جامعة دمنهور منذ شهور لن نندهش من تصرفها تجاه الطالب، فنفس رئيس الجامعة هو الذى قام بذبح عجلين على أسوار الجامعة لمحاربة غلاء أسعار اللحوم، وهو الذى تصور أمام «برطمانات عسل» وادعى أنه يمنع الإصابة بكورونا.

حين يتصور رئيس جامعة أن هذه هى رسالة الجامعات ويترك ليمارس مثل هذه التصرفات، فنصبح أمام مشكلة فى الاختيار والأداء وعلينا أن نتوقع مزيدًا من الأخطاء وليس فقط خطيئة قرار فصل الطالب مصطفى شعبان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فصل تعسفي فصل تعسفي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon