توقيت القاهرة المحلي 04:36:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برشلونة لن تكون الأخيرة

  مصر اليوم -

برشلونة لن تكون الأخيرة

بقلم :عمرو الشوبكي

برشلونة واحدة من أجمل مدن الدنيا وأكثرها بساطة وانفتاحا، تستقبل زائريها بود وحرارة بلا تمييز وهى مدينة تشعر كل من يزورها بألفة شديدة خاصة إذا كان قادما من العالم العربى على عكس عواصم أوروبية «باردة» كثيرة.

مدينة برشلونة التى زرتها فى شهر يونيو الماضى بعد غياب استمر لسنوات لحضور المؤتمر السنوى لشبكة مراكز البحوث المتوسطة وكان عنوانه «مواجهة العنف المتطرف فى منطقة البحر المتوسط».

ورغم أن جانبا كبيرا من نقاشات الباحثين، خاصة الأوروبيين، تعلقت بما سبق وسميته البيئة الحاضنة للإرهاب، وركزت على نقطة نتجاهلها فى مصر وهى تتعلق بالتعامل الاجتماعى والسياسى مع الأفراد الذين يحتمل أن يتحولوا للتطرف (Persons in risk of radicalization) عن طريق مبادرات المجتمع المحلى فى الضواحى وحل مشاكل البطالة، والتواصل المباشر مع الأفكار المتطرفة من خلال علماء نفس واجتماع أكثر من رجال دين، لإقناعهم بكارثية خيار العنف وعدم جدواه، أى أن هناك تمييز واضح بين من ذهبوا ومارسوا العنف، وبين من هم مرشحون لممارسته أو هناك خطر بتحولهم نحو العنف.

ورغم هذه الجهود العلمية والسياسية والأمنية التى كنت شاهدا عليها فى أكثر من مؤتمر علمى ومن بينه مؤتمر برشلونة الأخير الذى لم «يجف حبره»، إلا أنها جميعا لم تحل دون قيام شاب مهمش أقرب فى تركيبته للمجرمين واللصوص من الجهاديين القدامى أصحاب اللحى والذقون الذين كنا نراهم فى تنظيمات العنف فى العالم العربى طوال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضى بتنفيذ جريمة من العيار الثقيل فى برشلونة سقط فيها 14 قتيلا وأصيب 134 آخرون، بينهم 17 فى حال الخطر، وبشر من 34 جنسية بمن فيهم عرب.

هذا الشاب الذى يسمى موسى أو كبير إسبانى من أصول مغربية عمره 17 عاما وسرق هوية شقيقة إدريس التى تصورت الشرطة فى البداية أنه منفذ العملية، هذا المراهق كتب مؤخرا على الفيسبوك أنه إذا أصبح ملك العالم فسيقتل كل الكفار ويترك فقط المسلمين الملتزمين.

بروفايل موسى متكرر فى كل حوادث العنف الجديد التى شهدتها أوروبا سواء فى فرنسا أو بريطانيا فهو لا يتردد على مسجد ومعلوماته الدينية من دعاية داعش على مواقع التواصل الاجتماعى وهى توهمه بدور وجنة وتعطيه حيثية فى مجتمع همشه دون أن يسأل نفسه عن أسباب ذلك، لأنها فى أحيان كثيرة كانت بسبب فشله الدراسى والمهنى والأخلاقى.

موسى كوبير هو نفس بروفايل الأخوين كواشى اللذين نفذا عملية صحيفة شارلى إبدو فى فرنسا، وصلاح عبدالسلام المتورط الأول فى تفجيرات باريس، وشبه الفرنسى ذى الأصول التونسية محمد بوهلال، منفذ جريمة نيس الأبشع، فكلهم تقريبا يعيشون ظروفا متشابهة فهم لم يقرأوا كتابا جهاديا يشكل دافعهم للعنف ولم يستمعوا لشيخ متطرف فى مسجد، وهم فى غالبيتهم الساحقة مواطنون أوروبيون من أبناء المهاجرين ومن ساكنى الضواحى الفقيرة والمهمشة، فشلوا مهنيا ودراسيا وغير معروفين لأجهزة الأمن كمتطرفين دينيا.

حادث برشلونة للأسف لن يكون الأخير، فأوروبا يمكنها محاصرة الإرهاب بحيث لا يهدد نظامها السياسى وتماسكها المجتمعى مثلما يجرى عندنا، إلا أنها لن تهزمه على الأقل فى الظرف السياسى الحالى بالضربة القاضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برشلونة لن تكون الأخيرة برشلونة لن تكون الأخيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon