توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مائة عام على ميلاد عبدالناصر

  مصر اليوم -

مائة عام على ميلاد عبدالناصر

بقلم - عمرو الشوبكي

لماذا يحتفل الناس بمئوية عبدالناصر؟ بالتأكيد لا يحتفل الناس بنظام عبدالناصر، إنما بمبادئه وبالقيم والأفكار التى دافع عنها ومثلها، فهم لا يحتفلون بالتنظيم الواحد وبتجاوزات الأجهزة الأمنية وبهزيمة 67، فهو مثل كل زعيم كبير فى العالم قدم مشروعاً فكرياً وسياسياً، طبقه من خلال أدوات عصره، ودخل فى معارك انتصر فى كثير منها (حرب 1956 ومعارك التحرر والاستقلال) وهزم فى أخرى (1967).

وعادة ما يحتفى الناس بالمشروع والمبادئ والأفكار، ولو بعد ألف عام حتى بالنقد، فى حين أن النظام والأدوات والأساليب هى جزء من الماضى الذى لا يستدعيه الناس ولا يكون مصدر احتفالهم.

صحيح البعض فى مصر يقدم نموذجاً نادراً فى التعامل مع عبدالناصر، فهو يستبعد جوهر مشروعه، وربما هو يكره مبادئه ولا يسعى لتطبيق أى جانب منها، ولا علاقة له بقيم العدالة والتحرر والكرامة، إنما هو يحن لنظام عبدالناصر، فيتغزل فى الصوت الواحد والإعلام الواحد والحزب الواحد، وحتى رموز نظام عبدالناصر التى اتسمت بالكفاءة والمهنية لم تعد موجودة فى ساحة من يستدعون النظام لا المبادئ، لأن رموزهم هى رموز الشتائم والتسريبات وانعدام المهنية والأخلاق.

مدهش أن يتصور البعض أن قوة عبدالناصر فى أدوات نظامه وليست فى مبادئه، وأن هذه الأدوات كانت بلا أدنى شك أدوات عصر التحرر الوطنى الذى عاش فيه فتقبلها الناس مثلما فعلوا مع كل تجارب التحرر فى العالم الثالث كله (ما عدا الهند) حين كان نظام الحزب الواحد هو السائد.

مبادئ عبدالناصر كانت حقيقية، ولم تكن مجرد شعارات جوفاء بمعنى أن كل معاركه التى أصاب وأخطأ فيها كانت معارك غير مزيفة، فهو لم يرفض إعطاء الاستقلال للسودان فى الوقت الذى يناضل فيه من أجل تحرر بلاده وكل دول العالم الثالث من الاستعمار، فيتحول إلى سلطة احتلال لكى يرضى من يتباكى بجهل على «تفريطه» فى السودان، ولم يفرض الوحدة على سوريا بالقوة ويكرر مأساة صدام حسين فى الكويت، لأنه آمن بأن الوحدة خيار شعبى، فتقبل الانقلاب على الوحدة حتى لا يتقاتل المصرى والسورى. وعبدالناصر لم تكن ثوريته مستمدة من خطب الكلام الفارغ والشعارات الفارغة، بل هو أول من عرف الثورة بكلام «غير حنجورى» حين قال إنها: «علم تغيير المجتمع».

عبدالناصر الحقيقى هزم فى 67 وهو يحارب إسرائيل وليس ليبيا أو السودان وتحمل المسؤولية واستقال، ولم يقل عبدالناصر إن الغرب يتآمر علينا وفى نفس الوقت سعى للحصول على قرض صندوق النقد الدولى بدعم غربى، ولا يمكن أن يقارن البعض مؤامرات الغرب ضدنا (التى تعنى فى الأساس خططا وسياسات) عقب تأميم عبدالناصر قناة السويس ثم الحصار والعدوان الثلاثى على مصر، ببعض مشكلاتنا الحالية مع الغرب حول قضايا لا علاقة لها بالنضال ضد الاستعمار ولا بالتحرر الوطنى إنما بالأداء والحرفية والسياسات الشفافة.

مبادئ عبدالناصر عابرة للزمن دعما أو نقدا، أما نظامه فلا مستقبل له، سواء على يد ناس لا علاقة لهم بمبادئ الرجل أو آخرين مؤمنين بها، فالنظام ابن عصره والمبادئ عابرة للعصور.

المصدر :جريدة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة عام على ميلاد عبدالناصر مائة عام على ميلاد عبدالناصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon