توقيت القاهرة المحلي 12:47:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشجار كفر الدوار

  مصر اليوم -

أشجار كفر الدوار

بقلم : عمرو الشوبكي

فى سنة ١٩٣٨ وقّع طلعت حرب باشا مع شركة «برادفورد» الإنجليزية اتفاق شراكة بين مجموعة شركات بنك مصر وشركة «برادفورد» لإنشاء مصنع «صباغى البيضا» لتجهيز الأقمشة والصباغة فى كفر الدوار، ليكون صورة طبق الأصل من نظيره فى مدينة برادفورد بإنجلترا، وذلك برأسمال قدره 250000 جنيه مصرى، تمتلك برادفورد 80% من الأسهم، فى حين يمتلك بنك مصر الـ20% الباقية،

وقد استعانت الشركة بالمعماريين السويسريين جون سيرجيانت وماكس زوليكزفر لتصميم المدينة السكنية للعاملين بالشركة، لتكون من أولى المدن السكنية الصناعية فى مصر، وقد تم تصميمها على النسق الأوروبى، وتحتوى على سوق ومسجد ودار سينما ونادٍ رياضى واجتماعى ومستشفى طبى، مما أغرى الكثيرين فى هذا الوقت بالهجرة وبداية حياة جديدة فى هذه المنطقة، حيث ضمت مبانى على طراز معمارى خاص ومميز، وُضعت على قائمة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى مثل مبنى استراحة الشركة الذى يقع على مقربة من المدينة السكنية.

وقد تم تأسيس الشركة بالأساس لتقوم بصباغة وتبييض كل الأقمشة التى تنتجها رفيقتها شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع بكفر الدوار، التى أُنشئت فى نفس الوقت، وقد قُدر عدد عمال الشركتين بما يزيد على أحد عشر ألفًا من العمال والمهندسين والموظفين.

وظلت «برادفورد» تمد «صباغى البيضا» بكل تقنيات وابتكارات الصناعة، وكانت بمثابة بيت خبرة عالمى لها يمدها بأحدث التقنيات حتى قام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم شركة «صباغى البيضا» فى عام 1956 وضُمت إلى شركات القطاع العام المصرى.

من حوالى شهر قررت الشركة تقطيع كل الأشجار وبيعها، وهو مشهد بات متكررًا فى كثير من مناطق القاهرة، ومع ذلك مازال هناك كثير من الناس يؤذيه هذا التجريف غير المبرر للأشجار والأحياء القديمة، ومنهم الأستاذ شريف عصام البدالى الذى حكى هذه القصة، وتقدم بشكوى رسمية على موقع الحكومة، وجاء الرد بأن قطع الأشجار بسبب كورونا!!!

وقالت الحكومة فى ردها إن إدارة الأمن بالشركة اعتبرت أن هذه الأشجار تقف عليها طيور ضارة بالصحة، وتمثل مصدرًا لانتشار وباء كورونا.

ورغم أنه لا توجد دراسة علمية تقول إن الطيور أو الحيوانات بشكل عام ناقلة للعدوى إلا أن السؤال المطروح: لماذا نتصور أن بناء أى جديد يعنى تدمير القديم، الذى يمثل مصدرًا أساسيًا لجمال مصر ورونقها؟ لدينا صحراء شاسعة نستطيع أن نبنى فيها مدنًا وأحياء جديدة كما جرى ويجرى حتى الآن.

إذا لم نعتبر أن قيمة القاهرة وسحرها وحضورها العالمى (حتى بالمعنى السياحى والمالى) سيكون بالحفاظ على كل شجرة وكل بيت وكل حى يمتد عمره لقرن من الزمان، فإننا بذلك نخصم من مستقبلنا وليس فقط من حاضرنا وماضينا.

مطلوب إعطاء مزيد من الصلاحيات لجهاز التنسيق الحضارى لوقف اعتداءات كثيرة على تراثنا التاريخى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشجار كفر الدوار أشجار كفر الدوار



GMT 01:20 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

سوف تسبق ألمانيا

GMT 01:08 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

السعودية وإيران... «أبعد يدك»

GMT 01:02 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

عام بريطاني مؤلم

GMT 00:57 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

... عن عالم بلا هالة

GMT 00:53 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

جثة صدّام أمام منزل المالكي

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon