توقيت القاهرة المحلي 09:36:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشجار كفر الدوار

  مصر اليوم -

أشجار كفر الدوار

بقلم : عمرو الشوبكي

فى سنة ١٩٣٨ وقّع طلعت حرب باشا مع شركة «برادفورد» الإنجليزية اتفاق شراكة بين مجموعة شركات بنك مصر وشركة «برادفورد» لإنشاء مصنع «صباغى البيضا» لتجهيز الأقمشة والصباغة فى كفر الدوار، ليكون صورة طبق الأصل من نظيره فى مدينة برادفورد بإنجلترا، وذلك برأسمال قدره 250000 جنيه مصرى، تمتلك برادفورد 80% من الأسهم، فى حين يمتلك بنك مصر الـ20% الباقية،

وقد استعانت الشركة بالمعماريين السويسريين جون سيرجيانت وماكس زوليكزفر لتصميم المدينة السكنية للعاملين بالشركة، لتكون من أولى المدن السكنية الصناعية فى مصر، وقد تم تصميمها على النسق الأوروبى، وتحتوى على سوق ومسجد ودار سينما ونادٍ رياضى واجتماعى ومستشفى طبى، مما أغرى الكثيرين فى هذا الوقت بالهجرة وبداية حياة جديدة فى هذه المنطقة، حيث ضمت مبانى على طراز معمارى خاص ومميز، وُضعت على قائمة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى مثل مبنى استراحة الشركة الذى يقع على مقربة من المدينة السكنية.

وقد تم تأسيس الشركة بالأساس لتقوم بصباغة وتبييض كل الأقمشة التى تنتجها رفيقتها شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع بكفر الدوار، التى أُنشئت فى نفس الوقت، وقد قُدر عدد عمال الشركتين بما يزيد على أحد عشر ألفًا من العمال والمهندسين والموظفين.

وظلت «برادفورد» تمد «صباغى البيضا» بكل تقنيات وابتكارات الصناعة، وكانت بمثابة بيت خبرة عالمى لها يمدها بأحدث التقنيات حتى قام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم شركة «صباغى البيضا» فى عام 1956 وضُمت إلى شركات القطاع العام المصرى.

من حوالى شهر قررت الشركة تقطيع كل الأشجار وبيعها، وهو مشهد بات متكررًا فى كثير من مناطق القاهرة، ومع ذلك مازال هناك كثير من الناس يؤذيه هذا التجريف غير المبرر للأشجار والأحياء القديمة، ومنهم الأستاذ شريف عصام البدالى الذى حكى هذه القصة، وتقدم بشكوى رسمية على موقع الحكومة، وجاء الرد بأن قطع الأشجار بسبب كورونا!!!

وقالت الحكومة فى ردها إن إدارة الأمن بالشركة اعتبرت أن هذه الأشجار تقف عليها طيور ضارة بالصحة، وتمثل مصدرًا لانتشار وباء كورونا.

ورغم أنه لا توجد دراسة علمية تقول إن الطيور أو الحيوانات بشكل عام ناقلة للعدوى إلا أن السؤال المطروح: لماذا نتصور أن بناء أى جديد يعنى تدمير القديم، الذى يمثل مصدرًا أساسيًا لجمال مصر ورونقها؟ لدينا صحراء شاسعة نستطيع أن نبنى فيها مدنًا وأحياء جديدة كما جرى ويجرى حتى الآن.

إذا لم نعتبر أن قيمة القاهرة وسحرها وحضورها العالمى (حتى بالمعنى السياحى والمالى) سيكون بالحفاظ على كل شجرة وكل بيت وكل حى يمتد عمره لقرن من الزمان، فإننا بذلك نخصم من مستقبلنا وليس فقط من حاضرنا وماضينا.

مطلوب إعطاء مزيد من الصلاحيات لجهاز التنسيق الحضارى لوقف اعتداءات كثيرة على تراثنا التاريخى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشجار كفر الدوار أشجار كفر الدوار



GMT 01:20 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

سوف تسبق ألمانيا

GMT 01:08 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

السعودية وإيران... «أبعد يدك»

GMT 01:02 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

عام بريطاني مؤلم

GMT 00:57 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

... عن عالم بلا هالة

GMT 00:53 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

جثة صدّام أمام منزل المالكي

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon