توقيت القاهرة المحلي 05:15:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة فى قطار

  مصر اليوم -

جريمة فى قطار

بقلم : عمرو الشوبكي

جريمة «قطار ٩٣٤ الإسكندرية- الأقصر»، بشعة وغير متكررة، وتعكس حجم الخلل النفسى والمجتمعى الذى أصاب قطاعات من المجتمع حين لم يتورع «المسؤولون عن القطار» من القيام بإزهاق أرواح صبية صغار لمجرد عدم قدرتهم على دفع ثمن التذكرة.

حادثة مساء الاثنين الماضى صادمة، لأن فيها نمطًا متكررًا فى السياسة والإدارة، وهو السلطة بالخوف وليس بالقانون والعدل والرحمة، ومواجهة المخالفين الصغار بردود فعل هوجاء وقاسية، ومواجهة أى خطأ يرتكبه مواطن بخطأ أكبر يرتكبه مسؤول، وتبرير الرد بارتكاب جريمة على أى خطأ أو جريمة يرتكبها مواطن من الشعب.

إن ما قام به محصل القطار ليس منفصلًا عن مناخ عام فيه دعاوى إعلامية بالتحريض على القتل والحرق والتعليق من الأرجل وغيرها من المصطلحات التى استخدمت فى السياسة، وتصورها البعض أنها معيار النجاح فى الإدارة، خاصة بعد أن انتقلت إلى بعض المسلسلات والأفلام الهابطة التى روّج لأبطالها باعتبارهم رموزًا وطنية.

إن هذا المناخ العام جعل موظفين صغارًا يتصورون أن التجويد وإظهار الولاء للدولة والحفاظ على حقوقها سيكون بدفع صبيين إلى الإلقاء بأنفسهما من القطار أثناء سيره، عقابًا على عدم حملهما تذكرة، فمات الأول ونجا الثانى.

الصادم والمحزن أن الناس الذين شاهدوا الواقعة من ركاب القطار اكتفوا بتصويرها بأجهزة هواتفهم النقالة بكل برود وجبن وانعدام للحس الإنسانى، ولم ينطقوا بحرف واحد، ولم يتطوع واحد من ركاب قطار VIP بدفع ثمن التذكرة للصبيين، هو أمر يعكس أزمة مجتمعية كبيرة خلقتها ثقافة الخوف والعزلة، فطالما الخطر بعيد عنا فأفضل ألا تنطق بكلمة.

إحدى أزمات مصر الكبرى هى تجويد بعض المسؤولين لما يتصورونه أوامر عليا أو يجتهدون لكى يتماهوا مع المناخ العام، فيتصورون مثلًا أن تنفيذ القانون هو فى معاقبة الناس بعقوبة ليست من جنس العمل. فالمتظاهر المخالف أو الشتّام البذىء مخالف للقانون ومعاقبته يجب أن تكون فى حدود ما اقترفه غرامة أو حبس لو ثبت قيامه بتخريب، ولكن ليس السجن لسنوات ولا أن يخرج أحد ويقول البلد فى خطر فيجب قتلهم أو يصفهم بالإرهاب.

ونفس الأمر ينسحب على حادثة القطار، فالقانون يجب أن يطبق على المخالفين ومن لا يحمل تذكرة مخالف، ويجب أن يكون حسابه محضرًا فى الشرطة كما يقول القانون، ونزوله فى أقرب محطة لا إلقاءه من باب القطار وهو يمشى ليلقى مصرعه.

لمواجهة الخلل الكبير فى بلدنا الآن علينا فى السياسة، كما فى الإدارة، أن ندافع عن تطبيق القانون ومحاسبة المخطئ على قدر خطئه دون تهويل أو تهوين، وعلى كل شخص اجتهد فى دعاوى التحريض والشعارات الفارغة أن يشعر بالخزى والعار لما جرى ويعرف أن روح هذا الشاب فى رقبته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة فى قطار جريمة فى قطار



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon