توقيت القاهرة المحلي 06:29:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة فكرية أم اقتصادية

  مصر اليوم -

مشكلة فكرية أم اقتصادية

بقلم : عمرو الشوبكي

فى بعض الأحيان أشعر بالحرج حين تصلنى رسالة من قارئ ليست مهنته الكتابة، ولكنه يكتب ربما أفضل من كثير من «الكتاب» ويطرح فكرة مهمة جديرة بالمناقشة، ومع ذلك أضطر أن أضع اسمى على عنوان المقال رغم أن الدكتور عمرو فياض هو صاحب الفكرة والرسالة/ المقالة، وهذا نصها:

السيد المحترم الدكتور/ عمرو الشوبكى..

تحيه طيبه وبعد...

أكتب لكم لما لمسته لديكم من قلق فى مقالتكم التى أحرص على متابعتها، على أحوال بلدنا التى يتغنى الجميع بحبها.

أنا طبيب وأستاذ جراحة المسالك البولية بكلية الطب جامعة القاهرة، وقد بدأت أشعر بالقلق الشديد والإحباط على ما سارت إليه الأمور فى السنوات الأخيرة.

السؤال الذى يدور فى ذهن الجميع هو: هل سبب التدهور المستمر فى أحوال البلاد هو تدهور الأحوال الاقتصادية؟ هل لو تم اكتشاف البترول والذهب والغاز بمصر ستتحسن الأحوال؟

إن مصر تعانى من مشكلة فكرية أكثر منها مشكلة اقتصادية. إن كلمة السر لعلاج المريض هى التشخيص الصحيح للمرض. فان دولة كمصر بها ثلث آثار العالم، وبها إحدى عجائب الدنيا السبع وبها نهر النيل وبحار، وأهم من ذلك كله بها ما يقرب من مائة مليون نسمة، أكثر من 40% منهم من الشباب لا يمكن أن تكون دوله فقيرة.

هل ذهبت مؤخرا إلى المتحف المصرى؟، إلى الأهرامات؟، إلى حديقة الحيوان؟، هل ذهبت إلى أى مصلحة حكومية؟ هل قدت السيارة على الطريق الدائرى أو المحور أو أى طريق فى الخامسة مساء؟، إن السمة الرئيسية التى تحكم الشوارع بمصر هى العشوائية وغياب القانون والفساد. هل إذا أردت أن تقضى أى مصلحة خاصة، فى أى مصلحة حكومية، هل تذهب وحدك دون الاتصال بالمعارف والأصدقاء؟، ما هى معايير التعيين بالخارجية والقضاء؟

إن الوضع الذى نحن فيه لم يعد يسمح بالتجربة والحل ليس فى تغيير أشخاص أو فى تعديل وزارى إنما يكمن الحل فى تغيير السياسات، ويجب أن تكون معايير الاختيار لمن يملك رؤية واضحة وقدرة على التغيير.

فمثلا عندما نتغنى جميعا بأن التعليم بمصر مجانى، وأن التعليم كالماء والهواء، هل هذا صحيح؟.. هل فى الوقت الحاضر التعليم بمصر بالمجان؟، هل تعليم الطب والهندسة وعلوم الجيولوجيا والفضاء كالماء والهواء؟.. إن التعليم الإلزامى حتى نهاية المرحلة الإعدادية واجب الدولة نحو المواطنين، وبعد تلك المرحلة يجب أن تتوسع الدولة فى التعليم الفنى، وعلى الجامعات أن تلتزم بتقديم منح للمتفوقين والنابغين من غير القادرين.

هل إنشاء مؤسسة التأمين الصحى وما يتبعها من مستشفيات أدى إلى تحسين الخدمة الصحية للمواطنين؟ هل يمكن أن تقوم الدولة بإنشاء المستشفى وإدارتها وتوفير ما يلزم من دواء    1

وأجهزة حديثة ورعاية مركزة وغرف عمليات مجهزة وتوفير رواتب لأطباء مدربين وأجهزة معاونة من تمريض وفنيين وخبراء إدارة مستشفيات لعلاج ما يقرب من خمسين مليون شخص بالمجان؟.. أم أن تتبع الدولة مبدأ أن يكون لكل فرد تأمين صحى، وأن تقوم جهة العمل التى يعمل بها بعمل تأمين صحى لكل العاملين بها على أن يتم خصم نسبة من الراتب للتأمين الصحى، وينطبق هذا على العاملين بالقطاع العام أو الخاص. وعلى الدولة أن تقوم بعمل عقود إيجارية لفترات طويله لإدارات قوية ومؤهلة للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة    1 وتستغل العائد بعمل تأمين صحى لكل الذين لا يقدرون على العمل أو لا يعملون، وبذلك تتحول وزارة الصحة    1  إلى جهة رقابية تراقب عمل المستشفيات وشركات التأمين والأدوية وتقوم بسحب التراخيص من أى جهة مقصرة.

لا أريد أن أطيل عليك ولكن الإحباط الذى بدأ يتسلل إلى النفوس هو الذى دفعنى للكتابة من شخص يتمنى أن يرى بلاده فى المكانة التى تستحقها وسئم من التفاخر بأننا أحفاد الفراعنة وبناة الأهرام.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة فكرية أم اقتصادية مشكلة فكرية أم اقتصادية



GMT 08:51 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

مناورة الملكة

GMT 08:09 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قشة من الذهب الخالص

GMT 08:24 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

الذهب.. ومعادن أخرى!

GMT 01:35 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لا نملك من نحب

GMT 10:48 2017 الإثنين ,26 حزيران / يونيو

حذاء من الذهب!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 22:12 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 1.01% في أسبوع

GMT 21:55 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوريدة يبحث ترتيبات مباراة مصر وتونس مع وزير الشباب

GMT 22:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من العناكب الذئبية جنوب إيران

GMT 21:31 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

حنان ترك غاضبة من حلا شيحة بعد خلعها الحجاب

GMT 07:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

أبوسعدة يكشف عن تنفيذ قطر حُكم تعويض أسر القتلى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon