توقيت القاهرة المحلي 16:43:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زياد عقل

  مصر اليوم -

زياد عقل

بقلم : عمرو الشوبكي

عادة لا نتوقع أن نفقد زميلا أو صديقا أو قريبا فى جيل بعدنا، فنتصور بحكم العادة أننا سنودع آباءنا وأساتذتنا وأحباءنا الأكبر سنًا، ولكن إرادة الله فوق أى توقع ونفذت، وفقدنا فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور زياد عقل، خبير الاجتماع السياسى وصاحب الحضور البحثى والفكرى غير التقليدى، وهو فى مقتبل الأربعينيات بعد رحلة مع المرض استمرت لسنوات وتفاقمت هذا العام.

كان زياد خبيرًا فى حركات الاحتجاج الاجتماعى وحاصلًا على بكالوريوس العلوم السياسية وماجستير الاجتماع السياسى من الجامعة الأمريكية، ثم شد الرحال إلى بريطانيا وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة ليستر.

زاملنا زياد فى مركز الأهرام منذ 2005 أى بعد عودتى من الدراسة بفرنسا بحوالى 5 سنوات واقتربنا على المستوى الإنسانى وكثيرا ما كان يبوح لى بهمومه ويعبر بفوران عن مشاعره، وأحيانا بتسرع، ولكنه كان نقيا ومخلصا لما يعتقد أنه صواب، وكان نموذجا مختلفا فى مركز الدراسات من حيث ثراء شخصيته وتنوع اهتماماته وكان محبا للموسيقى والرياضة والفن، سافرنا سويا وتحدثنا كثيرا واتفقنا واختلفنا، ولم يكن باحثا أو كاتبا تقليديا يتحول مع الوقت إلى موظف، إنما هو باحث فنان صاحب موهبة كبيرة، ونمط إنسانى غير متكرر كثيرا فى الأوساط الأكاديمية.

زياد كتب مجموعة كبيرة من الأبحاث المهمة وكتابا مميزا حمل عنوان «الخضوع والعصيان.. الحركات السياسية فى سنوات التحول» ورصد فيه مسار القوى الاحتجاجية عقب ثورة يناير، بما فيها الأولتراس، وكتب فصلا مهما عن مسارها، وربما من خلاله أصبح مهتما بالرياضة عن علم حقيقى، وأذكر أنى مازحته مرة بعد أن قدم تحليلا كرويا مميزا، وقلت له وهو داخل مكتبى: «أهلا يا كابتن زياد»، وضحكنا.

اهتمامات زياد عقل كانت متعددة، فاهتم بالملف الليبى، وأصبح من أهم الباحثين فى الشأن الليبى، وكانت له مقالات عديدة فى دوريات عربية وأجنبية ومصرية.

كان زياد فى الفترة الأخيرة نادرا ما يأتى مكتبه بالأهرام لظروفه الصحية واكتفينا بالاتصال التليفونى، وآخرها منذ أسبوعين، وقال إنه يشعر بأنه سيموت قريبا «ومش عايز حد يبقى زعلان منه»، وقال لزملاء آخرين إنه يتمنى أن يلتقى بشقيقه الذى توفى وهو طالب جامعى فى مكان أحسن، وأذكر أنى رديت عليه قائلا: إوعى تقول الكلام ده، إنت عايزنا نقولك طول الوقت إننا بنحبك، فرد ضاحكًا: «خلاص ماتخافش يا دكتور، عمر الشقى بقى وحفضل كاتم على نفسكم».

للأسف لم يحدث ما قاله لى مجاملة لأن شعوره الحقيقى كان أنه سيموت قريبًا وشابًا.

سأفتقدك يا زياد، وسنفتقد جميعا طلتك المميزة، وربنا يرحمك ويتغمدك بواسع رحمته ويصبر والدتك على فراقك حتى نلقاك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زياد عقل زياد عقل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon