توقيت القاهرة المحلي 15:32:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقابر أهم

  مصر اليوم -

المقابر أهم

بقلم:عمرو الشوبكي

أزالت الحكومة مجموعة من المقابر التاريخية والقديمة فى منطقة الإمام الشافعى وأزالت أيضًا قبة «مستولدة محمد على باشا» التى انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعى وأثارت حزنًا عميقًا لدى الرأى العام وليس فقط خبراء العمارة والآثار، فلا يمكن هدم أى مقبرة تاريخية سواء مسجلة كأثر أم لا من أجل طريق أو مبانٍ جديدة، وهو مشهد مؤلم وغير مسبوق فى تاريخ مصر المعاصر.

والمحزن أن القائمة التى حصرها أحد أساتذة العمارة والآثار عن الجبانات التى هُدمت ضمت: مدفن رب السيف والقلم، محمود سامى البارودى، صاحب بعث وإحياء الشعر العربى الحديث، ومحمد راتب باشا، سردار الجيش المصرى، والقائد إسماعيل شيرين، أحد قادة الأسطول البحرى فى عهد محمد على، وقبة محمد عبدالحليم، أصغر أبناء محمد على، ومدرسة الإمامين التاريخية، ومدرسة رابعة العدوية، وحوش يوسف كمال باشا، راعى الفنون فى مصر، مؤسس كلية الفنون الجميلة، وواجهة حوش إبراهيم النبراوى، وهو من أوائل الأطباء الذين أُرسلوا إلى الخارج لدراسة الطب، وكان من أكبر أطباء عصره، ومدافن عائلتى ثابت وذوالفقار، والملكة فريدة، بجانب مدفن الشيخ ورش، إمام وعالِم فى القراءات القرآنية.

الصفحات التى أُنشئت على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل «إنقاذ جبّانات مصر» تضم تفاصيل أخرى، لكن ما يهمنا هو ما جرى بالفعل فى الواقع أو المبدأ نفسه ولماذا حدث الهدم، رغم أن الحكومة أمضت ٤ سنوات فى تشكيل لجان لبحث بدائل للطريق الجديد الذى تنوى إنشاءه، واستمعت لآراء خبراء ومعماريين، وبدا أنها اقتنعت بوقف هدم هذا الجانب من المقابر، حتى فوجئ الناس بأنها فعلت العكس.

لماذا نريد أن نكون استثناء وعجبة مقارنة بكل الدول التى تمتلك واحدًا على عشرة من تراث مصر ومواقعها الأثرية، والتى تجمل المنطقة وتزرع فيها الأشجار والحدائق وتحولها إلى مناطق سياحية استثنائية، وصفتها المعمارية المصرية العالمية جليلة القاضى بأنها تمثل أهم مواقع «التراث الجنائزى لمصر»؟!.

مدهش أن تمثل هذه المنطقة أبرز جوانب الهوية البصرية للقاهرة، ويتم التعامل معها بهذه الطريقة لأن مفهوم الهوية البصرية للمدينة يعنى تلقائيًّا الحفاظ عليها كما هى وتجديدها، فلا يُفترض أن تشوه هوية القاهرة البصرية فى منطقة جبانات الإمام الشافعى بالهدم أو بأى بناء جديد مهما كانت المبررات، فلا يتخيل أحد بناء ناطحة سحاب أمام برج إيفل فى فرنسا تشوه الهوية البصرية لباريس وكذلك مع ساعة بج بن فى لندن والأكروبوليس فى أثينا وصخرة الروشة فى بيروت ومسجدى الفنا فى مراكش والسلطان حسن فى اسطنبول، وقِسْ على ذلك مئات الصور لمختلف مدن العالم التى شكلت هويتها وكانت دائمًا مصدر فخر واعتزاز وطنى وعنصرًا أساسيًّا فى جذب السياحة والأموال أيضًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقابر أهم المقابر أهم



GMT 04:17 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 04:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 04:09 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 04:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 04:05 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 03:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 03:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

GMT 03:51 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا طاح الليل...

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon