توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المجتمع والفن

  مصر اليوم -

المجتمع والفن

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ محمد السيد رجب عن ظاهرة مطربى المهرجانات جاء فيها:

«أحوال الغناء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأحوال الناس ومستوياتهم وثقافتهم، وتتفاوت حتى داخل المستويات المتشابهة. فقد تجد طبيبًا أو محاميًا أو مهندسًا لا يستسيغ أو يحتمل قصيدة مثل قصة الأمس أو أقبل الليل أو هـذه ليلتى أو الأطلال لسيدة الغناء العربى أم كلثوم، بينما ينتشى تمامًا حينما يستمع إلى أغنيات أنساك والحب كله ودارت الأيام. وهـذا لا يعنى أن هـذا الطبيب- حاشا لله - لا يفهم المعانى ولا يستسيغ الكلمات، ولكن هـذا هو مزاجه واختياره. وكانت معظم مقاهى القاهرة والإسكندرية تـذيع أغنيات أم كلثوم فى اليوم التالى لحفل أم كلثوم الشهرى، وكانت تزدحم تمامًا فى اليوم التالى. كان ذلك فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى إلى أن انتشر التليفزيون، وأعتقد أن هناك علاقة وثيقة بين مستوى الدخل والمعيشة وبين نوعيات الغناء المطلوبة والمسموعة.

نعم، أنا أحب عبدالناصر حبًا جمًا، ولا أتجاوز حينما أقول إن عبدالناصر كان يتمتع بنزعة فنية وأدبية رفيعة للغاية ويعشق الفن الراقى، حيث إنه كان شخصية مهـذبة ومحافظة وأنشأ فرقة الفنون الشعبية وكانت تجمع بين الفن الجميل والرقى وكانت صورة ناطقة للفن الشعبى المتميز الـذى يتباهى به ويعرضه أمام العالم كله. كان عبدالناصر يطبع كتابًا جديدًا كل أسبوع وكان يحب أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم. وأجزم بأن عهد عبدالناصر هو عهد الفن الراقى والأدب الرفيع! أما الغناء المُسف الردىء، فهو تعبير ناطق وصورة ناصعة لما وصل له الناس من فقر وجهل!، ومن يغنى اليوم للحشيش فسوف يغنى غدًا للدعارة وينتقد الزواج الحلال. وربما كانت الأجيال الجديدة لا تعرف شخصًا اسمه تولستوى أو بلزاك، وتضحك عاليًا حينما تسمع شخصًا يغنى أوبراليًا ولا تقرأ الجرائد ولا المجلات!.

عزيزى د. عمرو! أنا أعتقد أن شعبًا بأكمله من الممكن تغيير مزاجه وعاداته وتقاليده، بل طريقة حديثة فيما لا يزيد على بضع سنوات وذلك إذا صح العزم واكتملت الإرادة وارتفع التعليم.. ومن الممكن أيضًا إفساد مزاجه وعاداته وتقاليده ودفعه دفعًا إلى الفساد والانحلال. المنع والحظر بل السجن لا يحل مشكلة الذوق السليم والفكر الراقى، بل التعليم الجيد والتربية المناسبة والحياة الكريمة والقدوة الصالحة!.. د. عمرو! فى زمن واحد بل فى عام واحد هو عام 1889 أنجبت مصر عبقريات كثيرة: طه حسين والعقاد والمازنى والريحانى، وكل منهم كان يكفى قرنًا من الزمان. ثم ظهر الجيل التالى مباشرةً توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعبدالوهاب وأم كلثوم. ولكن أن يتحول شعب مصر ويسمع ويصفق لأغنيات للحمار والحشيش، فهـذا هو العجب العُجاب»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع والفن المجتمع والفن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon