توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حول السد

  مصر اليوم -

حول السد

بقلم : عمرو الشوبكي

النقاش حول السد العالى لا يتوقف، والاعتراف بقيمته وفضله لا ينتهى، وقد تلقيت رسالة من الأستاذ محمد السيد رجب المواطن السكندرى المهتم بالكتابة والشأن العام جاء فيها: جاء مقالكم تحت عنوان «السد العالى» فى 9/9 مناسبًا ومتسقًا مع هجمات السيول والفيضانات التى ضربت بعض دول حوض النيل، ودمرت المدن وشردت الآلاف وجعلت الحياة مؤلمة عصيبة على سكان تلك الدول الفقيرة وأهلها المنكوبون! وأنا حينما أتكلم عن السد العالى فمن المُحتم أن أتكلم عن عبدالناصر. ولو لم يفعل عبدالناصر طوال سنوات حكمه سوى إقامة هذا السد لكفاه! أيها المصريون إن 90 مليونًا منكم لا يعرفون حكاية هذا السد، ولم يعايشوا ظروف بنائه.. كان الصعيد يتعرض لسيول جارفة تسوق أمامها بلدانًا وقرى بأكملها. وفى منتصف الخمسينات ضرب سيل جارف محافظتى قنا وسوهاج وأحدث خرابًا واسعًا، حتى إن عقارب الجبل السامة كانت تطير فى الجو وتهبط على الأهالى المساكين! لم يكن الأمر سهلًا ولم تكن إمكانيات مصر تسمح لها بإقامة عمل ضخم على هذا النحو يحتاج أموالًا هائلة. كما كانت مصر محاصرة مكروهة من دول عديدة أهمها أمريكا وإسرائيل وإنجلترا وفرنسا وبعض الدول العربية. وقالها عبدالناصر العظيم قاطعة حاسمة: «حنبنى السد». ودخل حربًا وتعرض لهجوم ثلاث دول فى 29/10/1956، هى إنجلترا وفرنسا وإسرائيل. وامتنع صندوق النقد الدولى بإيعاز من أمريكا عن تمويل المشروع!.

حقًا من أعظم فترات مصر، هى ما بين 1955 و1965، وحينما يضيق صدرى أغمض عينى وأجتر وأسترجع تلك السنوات العشر! أنقذ السد مصر من السيول والغرق، وأضاف مليونى فدان إلى مساحة الأراضى الزراعية، وأضاء الصعيد وشيّد المصانع وأحدث نهضة كبرى فى جميع شؤون الحياة. عشت ذلك كله والمصريون لا يقدرون سوى العمل الجاد والحماس الزائد. وحينما زاد سعر كيلو الأرز قرش صاغ واحدًا، غضب عبدالناصر وأعاد الأمر إلى ما كان عليه! السد ليس أعجوبة هندسية بقدر ما هو مفيد ونافع، يجلب العمران والبناء والرخاء ويمنع الدمار والفقر والخراب! وإذا استمر التعنت الإثيوبى والتربص الإسرائيلى فيما يتعلق بحصة مصر من مياه النهر فسوف يكون السد منقذًا هامًا ولو إلى حين!.

وبالمناسبة، هناك جار لى عجوز مثلى يستفزنى دائمًا ويقول: «إن عبدالناصر خرّب مصر ودمرها. وإننى أحبه كما يحب الجهلاء أولياء الله الصالحين». وأنا أقول له وأنا أعرف سره: «لقد بنيت بيتًا تعيش فيه منذ أكثر من نصف قرن أنت وأولادك وأحفادك. وكنت ترجو الأهالى أن يسكنوه. وقد حصّلت ثمنه عدة مرات. وإذا كنت أنا جاهل فأنت جشع طماع، لا يملأ عينك سوى التراب، ولا شأن لعبدالناصر بهذا الجشع والطمع».

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول السد حول السد



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon