توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وعي أم توعية

  مصر اليوم -

وعي أم توعية

بقلم : عمرو الشوبكي

لا أجد أى مبرر أو فائدة من حديث مسؤولين حكوميين وبعض الإعلاميين على أن سبب انتشار فيروس كورونا هو عدم وعى الشعب، وتكرار ذلك بصورة غير مسبوقة، وكأن الشعب يولد بالفطرة واعيًا، فى حين أن الشعوب تكتسب وعيها من التعليم والإعلام وكل أدوات النظام السياسى.

مسؤولية الحكومة عن التوعية أساسية، وإذا كنا اعتدنا هذه التصريحات من وزيرة الصحة، فإنها بدت غريبة على لغة رئيس الوزراء الذى قال إن «المشكلة فى سلوكيات الناس وليست ساعات الحظر».

لم يقل أحد فى العالم إن رهانه على وعى الشعوب حتى يقال بعدها إن الرهان فشل، إنما الرهان على تنفيذ القانون وإعماله وعلى إجراء نقاش عام حقيقى، يوازن بين الضرورات الاقتصادية والصحية، بحيث لا يموت الناس جوعًا أو مرضًا.

والحقيقة أن المشكلة فى عدم توعية الناس وضعف الأدوات التى تستخدم فى تحقيق ذلك، أليست الحكومة هى المسؤولة عن محاسبة المخطئين والمتجاوزين من الشعب؟ فالمطلوب أن يُعاد تنظيم المجال العام والصحى فى الفترة المقبلة بصورة تحترم فيها القوانين المطلوبة، فكما تتعامل الدولة بصرامة، وأحيانًا حدة، مع من يخالف قانون التظاهر، فيجب أيضًا أن يتم التعامل بنفس المسطرة مع من يخالف قواعد الحظر ولا يلتزم بالقواعد الطبية للأمان والوقاية.

إن الصين المركزية ذات نظام الحزب الواحد، لم تراهن على وعى الشعب الصينى المتقدم، إنما وضعت نظامًا صارمًا للعزل والتتبع وإجراءات الوقاية، ونجحت بعدها فى القضاء على الفيروس، وهى بلد يعاقب من يخالف إشارة المرور وقواعد النظام العام مثلما يعاقب من يخالف القواعد السياسية، ولا يمكن أن تكون صارمًا فى مجال ومتساهلًا لدرجة التسيب فى مجال آخر.

لا يوجد شعب فى الدنيا، بما فيه الشعب المصرى، يولد واعيًا، إنما «يتوعى» من خلال دور الدولة ومؤسسات المجتمع الأهلى والإعلام والأحزاب، فالشعب والدولة مرآة لبعضهما البعض.

لا أحد يطالب حكومة مصر بأن يكون أداؤها مثل الصين أو ألمانيا أو أى بلد صناعى متقدم، تمامًا مثلما يجب على الحكومة ألا تتوقع أن يكون أداء الشعب المصرى مثل هذه الشعوب، فالدولة والشعب فى مركب واحد، ولا يجب أن تكون أزمة كورونا مدخلًا للبعض أن يُخفى أخطاءه بإهانة الشعب المصرى واتهامه بالجهل وعدم الوعى، مثلما لا يجب أن يقبل أيضًا أن يستغل البعض هذا الظرف لكى يصفى حساباته مع الدولة لمصالح ضيقة.

يحتاج خطابنا السياسى والإعلامى لمراجعة، لأن الفترة المقبلة ستكون صعبة على الجميع، ويجب أن يتطور الأداء، ونعمل على تكوين منظومة متكاملة تتعامل مع الجوانب الصحية والاقتصادية والسياسية للجائحة، فأعداد الإصابات تتزايد والوضع الصحى يضغط على الوضع الاقتصادى، ومع ذلك الخروج من الأزمة وارد بإصلاحات حقيقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعي أم توعية وعي أم توعية



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon