بقلم : عمرو الشوبكي
ظهر ثلاثة من قادة العالم، أمس الأول، وهم الرئيس الأمريكى «الذى لم يقل جديدًا»، ورئيس وزراء بريطانيا، ومعه السير باتريك فالنس، من علماء بريطانيا، مستشار الحكومة، والدكتور شيرز وايترى، وأخيرًا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
والحقيقة أن الموقف البريطانى من التعامل مع الفيروس لم يتغير حين اتخذ إجراءات عزل لم تصل إلى ما قامت به فرنسا وإيطاليا، معتبرًا ذلك وسيلة أكثر نجاعة فى مواجهة الفيروس، وورد سؤال من أحد الصحفيين حول إمكانية عودة الفيروس مرة أخرى إلى أشخاص سبق أن عولجوا منه، وهنا رد العلماء بالقول إنها حالات نادرة لا يمكن القياس عليها.
اللافت أن رئيس وزراء بريطانيا كان يترك العالِمين يتحدثان فى الموضوعات الطبية والصحية، وهو أمر غير معتاد أن يشارك أحد رأس السلطة التنفيذية فى مؤتمر صحفى عالمى.
أما الرئيس الفرنسى فقدم خطابًا رئاسيًا للشعب، «امتد 20 دقيقة»، بدأ بشكر الطواقم الطبية وتقديم رسالة أمل ودعم للمصابين، ثم وجّه التحية إلى رؤساء المجالس البلدية، الذين نجحوا من الدور الأول فى 30 ألف بلدية، من أصل 35 ألفًا، وقرر تأجيل الدورة الثانية من الانتخابات.
رسالة الدعم والأمل انتقلت إلى رسالة تحذير صارمة لمَن خالفوا القواعد التى فرضتها السلطات من الخروج إلى المقاهى والتنزه فى الحدائق، وأعلن عن البدء فى توقيع عقوبات على المخالفين لأن هدف العزل هو تقليل انتشار الفيروس حتى يمكن القضاء عليه.
وجاء الجزء الثالث من خطابه، ومثّل نقطة التفرد مقارنة بباقى زعماء العالم، حين تحدث عن تأثير الوباء اقتصاديًا وإنسانيًا، وقال إنه لن يكون هناك مصنع واحد، مهما كان حجمه، سيتعرض لخطر الإفلاس بسبب الوباء، ولن يُسمح بأن يعيش فرنسى أو فرنسية بدون مصدر دخل، وإن الدولة ستدخل بضمانات لتغطية عجز أى منشأة صناعية لدى البنوك بمبلغ 300 مليار يورو، وكل مَن سيعانى أزمة مالية نتيجة ظروف الوباء غير مُطالَب بدفع فواتير الكهرباء والمياه، وحتى إيجار السكن، وسيتم دفع مبالغ إضافية للعاطلين عن العمل نتيجة تناقص فرص العمل فى هذا الظرف، وبالنسبة للمنشآت التجارية ستضع الحكومة مبلغًا لتمويل خسائرها.
قد يكون خطاب الرئيس الفرنسى هو الوحيد بين قادة الدول المتقدمة الذى تحدث عن البُعد الاجتماعى، وأكد عدم التمييز بين كبار وصغار السن فى التعامل مع المرض، واعتبر أن بلاده فى حالة حرب ضد فيروس تقاومه بالعلم.
والحقيقة أن كل دول العالم التى نجحت فى حصار الفيروس مثل الصين أو تلك التى تسعى للسيطرة عليه انطلقت من رؤية علمية نفذتها بصرامة على أرض الواقع، أى أن الهدف هو صحة الناس وحمايتهم وليس وضعهم فى قفص الاتهام، وعند التنفيذ ستكون هناك قلة مخالفة ومستهترة، هى التى تجب محاسبتهم.