توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعداد الأطباء

  مصر اليوم -

أعداد الأطباء

بقلم : عمرو الشوبكي

يمثل نقص أعداد الطواقم الطبية أحد أبرز مظاهر أزمة النظام الصحى فى مصر، خاصة فى المستشفيات الحكومية، ومالم تقدم الحكومة على مراجعة جذرية للسياسات المتبعة، فإن هذه الأزمة مرشحة للتفاقم والتعقيد، خاصة بعد سقوط ما يقرب من 200 شهيد من بين الأطباء بسبب وباء كورونا.

تقول سجلات النقابة العامة للأطباء فى مصر إن إجمالى عدد الأطباء الذين مازالوا على رأس العمل، فى القطاع الحكومى 188535 طبيبا، بمعدل 1.88 طبيب لكل ألف مواطن، وإن عدد الأطباء بالقطاعين الحكومى والخاص 212835 طبيبا، بمعدل 2.1 طبيب لكل ألف مواطن، وهناك أكثر من 120 ألف طبيب يعملون فى الخارج من أصل 220 ألف طبيب، أى أكثر من نصف عدد الأطباء المسجلين هجروا البلاد وهو رقم هائل وغير متكرر فى أى دولة نامية. والمعروف أنه طبقا للمعدل العالمى، فإنه يجب توفير طبيب لكل 350 مواطنًا، أما فى مصر فيوجد طبيب لكل 800 مواطن.

واللافت أن تعامل وزارة الصحة مع الملف الطبى لم يشهد أى تغيير أو تحسن، فقد تميز فى كثير من الأمور بالتعنت الإدارى فى وقت مطلوب فيه اللين وعرف التسيب فى وقت تحتاج فيه إلى الصرامة.

وظل أطباء الحكومة يعانون من ضعف العائد المادى وغياب وسائل حماية كافية، وهو ما جعل أعداد الأطباء العاملين فى وزارة الصحة المصرية فى تناقص مستمر حتى بلغت نحو ٦٠ ألف طبيب، بينما تحتاج الوزارة إلى نحو ١١٠ آلاف طبيب، أى أن هناك عجزاً يزيد على ٥٠ ألف طبيب ويتزايد كل عام.

والحقيقة أن قضية نقص عدد الأطباء فى مصر تحتاج إلى سياسات حكومية جديدة، فالمطلوب العمل على مضاعفة أعداد الطواقم الطبية ليس بزيادة عشوائية فى أعداد كليات الطب، إنما فى تحسين الظروف المادية للطواقم الطبية وحمايتهم.

تحتاج الدولة لمراجعة جذرية لوضع الأطباء فى المجال الحكومى، فلا يعقل أن يكون عددهم أقل من نصف العدد المطلوب، وفى نفس الوقت يتم تجاهل كثير من مطالبهم، خاصة ضعف الدخل ونقص أدوات الحماية.

لقد صمدت الطواقم الطبية بشجاعة فى وجه وباء قاتل، رغم ضعف إمكانات المستشفيات الحكومية وأدوات الحماية والرواتب، وعانوا فى أحيان كثيرة من تعتيم إعلامى غير مفهوم حين تكلموا فى أوجه قصور، وقام البعض بتحويل مطالبهم المهنية إلى قضية أجندات سياسية، فى حين أن مشاكل الأطباء فى مصر مهنية وإدارية تتعلق بقصور فى أداء وزارة الصحة، بصرف النظر عن أى استغلال سياسى تقوم به القلة، وأن مواجهته لن تكون إلا بحل مشاكل المنظومة الصحية بشكل تدريجى وشفاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعداد الأطباء أعداد الأطباء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon