توقيت القاهرة المحلي 02:12:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورحل مبارك

  مصر اليوم -

ورحل مبارك

بقلم : عمرو الشوبكي

رحل الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك، بعد حكم استمر ثلاثين عامًا، بدأها بنفَس إصلاحى واضح حين أفرج عن المعتقلين السياسيين، ودعّم استقلال القضاء، وأعطى هامشًا لحرية الصحافة وقدرًا كبيرًا من التسامح مع معارضيه السياسيين.

والمؤكد أن دور مبارك فى تاريخ مصر المعاصر يكمن أساسًا فى جوانبه العسكرية، فقد انتمى إلى جيل القادة المحاربين، فقد اختاره عبدالناصر عقب هزيمة 67، وهو فى رتبة عقيد، لكى يعيد بناء سلاح الجو المُدمَّر ويعده لانتصار أكتوبر 73.

والمؤكد أن تفسير جانب من سلوك مبارك، عشية تنحيه عن السلطة حفاظًا على دماء المصريين وعدم هروبه خارج الحدود وبقائه فى بلده، أنه كان قائدًا حارب من أجل هذا البلد، فلم يقتل عشرات الآلاف ويهدم المدن على سكانها ليبقى فى السلطة، ولم يهرب من الاتهامات التى وُجهت إليه، إنما حوكم فى بلده رئيسًا سابقًا، وبُرِّئ فى قضايا وأُدين فى واحدة، وهو ما أعطى قيمة رمزية لمصر مقارنة بما جرى فى المنطقة مع رؤساء سابقين «صدام حسين والقذافى» من روح انتقام ثأرية هدمت ولم تبْنِ أى بديل.

يقينًا، مبارك انتمى إلى جيل القادة المحاربين الكبار، وهو دور تاريخى لا يمكن إنكاره أو محوه، وفى نفس الوقت هو رئيس حكم مصر ثلاثين عامًا، وهو بالتأكيد أمر قابل للنقد والاتفاق والاختلاف.

ويمكن القول إن مبارك كان سيصبح رئيسًا لن يذكر الناس إلا إيجابيات حكمه لو كان قد غادر السلطة بعد 12 عامًا، أى عقب مدتين من بقائه فى السلطة، وحتى لو كان قد استمر ثلاث أو أربع مدد دون أن يتسامح مع مشروع التوريث لكانت إيجابيات حكمه أكثر من سلبياته.

حكم مبارك اتسم بهدوء وحذر فى سياساته الداخلية، فلم يَمِل إلى القرارات الفجائية ولا التغييرات الجذرية، إنما حافظ على خيط المواءمات مع كثير من الظواهر: النزاهة والفساد، الكفاءة وانعدامها، النظام والعشوائية، حتى دخل مرحلة البطء الشديد فى اتخاذ القرارات، والتى أوصلته إلى مرحلة الجمود وعدم الرغبة فى التغيير.

مبارك لم يحكم مصر بالحديد والنار، وبفضل نظام حكمه، الذى لم تتماهَ فيه مؤسسات الدولة مع النظام السياسى، حافظت مصر على تماسكها عقب ثورة يناير، فلم تذهب نحو مصير العراق وسوريا وليبيا، التى عرفت نظمًا تحولت فيها أجهزة الدولة إلى مجرد ذراع للنظم القائمة، وسقط فيها مئات الآلاف من الضحايا، ومازالت تعانى حروبًا لم تتعافَ منها بعد.

يقينًا مشروع التوريث الذى جرى فى الظلام كان أحد الأسباب الرئيسية وراء اندلاع ثورة يناير، وأحد أسباب رفض كثيرين لحكمه.

سيتذكر الناس هامشًا حقيقيًا أُعطى للقوى السياسية والصحافة والإعلام طوال حكم مبارك، وكان أحد أسباب بقائه الطويل فى السلطة وليس سببًا فى سقوطه.

رحم الله الرئيس مبارك وغفر له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورحل مبارك ورحل مبارك



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon