توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاني شكرالله

  مصر اليوم -

هاني شكرالله

بقلم : عمرو الشوبكي

أنتمى لجيل عمريًا هو الجيل التالى لهانى شكرالله (بيننا تقريبا 12 عاما)، ومع ذلك عرفته وتوطدت علاقتى به حين تولى رئاسة التحرير الفعلية للأهرام ويكلى، وحين بدأت إطلالتى الأولى على العالم الخارجى من خلال الكاتبة فى «الويكلى»، وأذكر أنها أثارت جدلا وتأثيرا طوال عقدى التسعينيات وحتى بدايات الألفية الثالثة وكان لشكرالله الفضل الرئيسى فى أن ترى هذه الكتابات النور.

لقد فتح هانى الأبواب لكثيرين من أبناء جيله ولأجيال أخرى تالية دون أى حساسية أو قيود رغم أن العادة المصرية تقول إن هذا الانفتاح الجيلى لو حدث فيفضل أن يحمل فارقا مضمونا 20 أو 30 عاما وليس بين نفس الجيل أو الجيل التالى.

تجربة هانى فى الويكلى حققت نجاحا مبهرا، لأنه استثمر الهامش الذى كان موجودا فى عهد مبارك لأقصى درجة بل إنه تجاوزه فى مرات كثيرة بصورة مهنية جذابة، وتحولت الويكلى إلى صوت مصرى عاقل ومهنى يتابعه المهتمون الغربيون بالشأن المصرى والعربى.

لقد كان الحديث عن مصر ونظامها السياسى وأحزابها ومشاكل تيارات الإسلام السياسى، وواقعها الاجتماعى والثقافى هو رسالة الويكلى للعالم، وكرّس هانى لفكرة أنه إذا أردنا أن يقرأنا العالم فلا يجب أن تكون طبعة إنجليزية للأهرام مثل العربى التى تعنون المانشت الرئيسى بأخبار الرئيس وكبار المسؤولين فى اليوم السابق.

وبعد أن أنهيت دراستى فى فرنسا (كنت مراسلاً صحفياً للأهرام ويكلى فى باريس بفضل هانى شكرالله) تزاملت مع هانى فى تجربة مجلس تحرير الشروق واختلفت معه أكثر مما اتفقت دون أن نفقد احترامنا المتبادل ولا تقديرنا الشخصى ومودتنا الإنسانية.

تجربة الشروق كانت تجربة ثرية وكان رأيى منذ البداية ألا يكون هناك مجلس تحرير من 5 أشخاص كما جرى فى بدايات التجربة، إنما يجب اختيار شخص واحد كرئيس تحرير ومعه مدير تحرير يتفاهم معه، ومع ذلك ظلت الشروق واحدة من أهم تجارب الصحافة المستقلة فى مصر.

هانى شكرالله شخص موهوب ومهنى ومحترم، ومع ذلك لم يكن له دور فى إدارة أى عمل صحفى السنوات الأخيرة، ولكن وجوده حولنا وحمله «كارنية النقابة» وهو ليس طبالا ولا شتاما ولا تافها، أعطى أملاً لكثيرين أن «نموذج هانى» موجود حتى لو حاول البعض أن يخفيه أو يهمشه.

فى هذا الزمن هناك نماذج قد تتناقض (وليس فقط تختلف) فى التفاصيل والتوجهات والخبرات السياسية، ولكنها تتفق فى منظومة القيم الأساسية التى هى فى أى مجتمع صحى بديهية أى المهنية والاحترام وعدم قول عكس قناعاتك حتى لو وقفت الدنيا كلها ضدك.

هانى شكرالله كان من هؤلاء، أضف إلى ذلك موهبته وذكاءه وثقافته الواسعة فتصبح خسارتنا فيه كبيرة.. الله يرحمك ياهانى «هتوحشنا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاني شكرالله هاني شكرالله



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon