توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد على كلاى

  مصر اليوم -

محمد على كلاى

بقلم عمرو الشوبكي

رحل الأسطورة محمد على كلاى عن عمر ناهز 74 عاماً بعد حياة استثنائية حافلة بالعطاء، تحول فيها الرجل من أعظم ملاكم فى القرن العشرين إلى أسطورة رياضية وسياسية فذة وغير متكررة.

خبر وفاة محمد على تصدر مانشيتات الصحف العربية والعالمية طوال أمس وأمس الأول، إلا فى الصحف المصرية التى تناست كما هى العادة هذه النوعية من الرموز والشخصيات.

محمد على أسطورة رياضية كبيرة فى عالم الملاكمة، فقد فاز فى 56 مباراة، منها 37 بالضربة القاضية وخسر 5 مباريات فقط، وهى أرقام لم تحدث مع أى ملاكم آخر فى الكرة الأرضية حتى الآن، كما أنه أيضا رجل مواقف، فقد تحول للإسلام وغير اسمه إلى محمد على عن قناعة وسبح ضد تيار العنصرية والتمييز ضد السود والمسلمين فى أمريكا، كما أنه رفض الالتحاق بالجيش الأمريكى للمحاربة فى فيتنام، وحكم عليه بالسجن بعد أن قال جملته الشهيرة: «لن يسمح لى ضميرى بأن أذهب وأطلق النار على أخى، أو على أناس أكثر سمرة، أو على الجياع فى الطين من أجل أمريكا الكبيرة القويّة. ولماذا أطلق النار عليهم؟ فهم لم ينادونى يوماً (زنجى)، ولم يشنقونى ويعلّقونى من الأشجار، ولم يطلقوا الكلاب لتلاحقنى، ولم يسرقوا منّى قوميّتى، ولم يغتصبوا ويقتلوا أمّى وأبّى... لماذا أطلق النار عليهم؟ كيف يمكن أن أطلق النار على أولئك المساكين؟! أرفض أن يتم تجنيدى كجندى أمريكى لقتل أبرياء والأطفال فى فيتنام، خذونى للسجن».

محمد على كان أحد أبرز رموز جيلى الملهمين، فقد كان موقفه من حرب فيتنام فى عز سطوة الآلة العسكرية والدعائية والسياسية الأمريكية موقفا بطوليا، وفى وقت كان التجنيد فيه إجبارياً وكان التهرب من الخدمة العسكرية يعتبر خيانة، خاصة إذا جاءت من رجل أسود مثل محمد على، ومع ذلك فعلها الرجل بجرأة وشجاعة غير مسبوقة.

مازلت أتذكر ومعى كثير من أبناء جيلى ممن اعتادوا فى عصر غياب المحمول ووسائل التواصل الاجتماعى وفى ظل قنوات التليفزيون الثلاثة التى تنهى إرسالها فى الواحدة صباحاً، أن ينتظروا الطبعة الأولى من الصحف فجر كل يوم، وكانت الجمهورية سباقه فى نشر نتائج مباريات محمد على فى طبعتها الأولى.

وأذكر حين كنت مازلت طالباً فى ثانوى، فى سبعينيات القرن الماضى، أنى ذهبت مرات عديدة مع بعض جيرانى وأصدقائى إلى ميدان الجيزة أو الدقى، وأحياناً إلى الاثنين حيث يقع بيتى بينهما، لكى ننتظر ما ستعلنه صحيفة الجمهورية فى عدد «الفجر» عن نتيجة مباراة البطل محمد على ومنافسيه، وعادة لم يخذلنا الرجل فكانت انتصاراته الكاسحة على سونى ليستون وعلى الملاكم البريطانى براين (لا أتذكرهما بالطبع لأنهما كانا فى 1964 و1966 على التوالى)، وأتذكر فوزه من رحلة البحث عن جريدة الجمهورية على جورج فورمان فى زائير عام 1974 وكيف هتفت الجماهير له لساعات طويلة فى هذا البلد الأفريقى الساحر، وأذكر فوزه أيضا بالضربة القاضية عام 1976 على منافسة الأمريكى زورا فيلى فى الجولة السابعة قبل منعه من الملاكمة ثلاث سنوات ونصفاً لرفضه أداء الخدمة العسكرية والمشاركة فى حرب فيتنام.

رحم الله محمد على كلاى، كان بطلا أسطوريا ألهم الكثيرين فى كل دول العالم لا المتبلدين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد على كلاى محمد على كلاى



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon