توقيت القاهرة المحلي 20:35:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قتل المؤمنين

  مصر اليوم -

قتل المؤمنين

بقلم : عمرو الشوبكي

لم تكن هى المرة الأولى التى يستهدف فيها إرهابى مؤمنين فى أحد بيوت الله، فجريمة مدينة نيس الفرنسية، التى راح ضحيتها ثلاثة مصلين فى كنيسة نوتردام، فتحت جراحا كثيرة فجرها النمط الأكثر بشاعة وانحطاطا فى العمليات الإرهابية الذى يستهدف مؤمنين فى بيوت السكينة والرحمة.

وقد استُهدفت بيوت الله من قبل إرهابيين من مختلف الأديان والأجناس، فاستهدف إرهابى مسيحى أبيض عشرات المسلمين فى أحد مساجد نيوزيلندا، واستهدف إرهابيون مسلمون مصلين مسلمين فى مسجد الروضة فى سيناء، فى واحدة من أكثر جرائم هذا القرن قسوة ودموية، حيث قضى قتل مصلين فى مسجد على الأسس العقائدية المتطرفة والمنحرفة التى تبرر استخدام العنف بحق النظم الحاكمة أو بحق أصحاب الديانات غير الإسلامية، أو المذاهب الأخرى من خارج أهل السنة، باستهداف مصلين مسلمين سنة على يد مسلمين سنة، وراح ضحيتها 235 شهيدا.

واستهدف إرهابيون مجرمون أكثر من مرة كنائس مصرية فى أكثر من مدينة، وحتى الكاتدرائية المرقسية الكبرى فى القاهرة لم تسلم من تفجير انتحارى إرهابى، وسقط مئات المصلين الآمنين فى كنائس مصر ضحايا الإرهاب المجرم.

وامتد الإرهاب الأسود حتى شمل المصلين فى المساجد الغربية أيضا، فمثلت جريمة نيوزيلندا، التى خلفت 50 شهيدا بين المصلين الأبرياء، علامة فارقة فى مسار عمليات العنف والإرهاب التى ضربت العالم فى العقود الأخيرة، وأصبح من الوارد أيضا أن تستهدف المساجد كما الكنائس.

وإذا كان من الصعب إنكار بعد التعصب الدينى والعقائدى فى موقف إرهابى نيوزيلندا، أسترالى الجنسية، الذى طرح أفكاره على مواقع التواصل الاجتماعى فى 74 صفحة، ودوافع قيامه بهذا العمل الإرهابى، وضرب أمثلة بالحروب الصليبية، واعتبر أن هناك استحالة لتحقيق أهدافه بالوسائل السياسية، وأنه لا بديل للعنف لتحرير أوروبا من «الغزاة المسلمين»، مروجًا لخطاب تحريض شديد التعصب والعنصرية.

والمؤكد أن هناك دوافع اجتماعية وثقافية وعرقية وراء العمليات الإرهابية تتجاوز الموقف الدينى البسيط (إسلام ومسيحية)، ولا يمكن تجاهل أن سوء الوضع الاقتصادى «لإرهابى نيوزيلندا» كان سببا رئيسيا وراء كراهيته للمهاجرين المسلمين الذين اعتبرهم أخذوا فرصة فى الصعود الاجتماعى ومختلفين عنه ثقافيًا أيضًا.

أما جريمة قتل المصلين فى كنيسة نيس على يد إرهابى مهاجر فقد أظهرت أيضا قوة العوامل الاجتماعية وليس فقط مفردات التطرف الدينى.

فالشاب إبراهيم العيساوى، الذى قام بهذه الجريمة، هو مهاجر تونسى من محافظة صفاقس، استقل قوارب الموت وذهب إلى إيطاليا التى رفضت إعطاءه حق اللجوء فسافر إلى فرنسا وهناك ارتكب جريمته البشعة وقتل ثلاثة مصلين.

خطاب الكراهية والتحريض حين يصل إلى حدوده القصوى ويتفاعل معه أشخاص يعانون من هشاشة اقتصادية وفشل دراسى وتهميش اجتماعى فإن القتل قد يذهب بعيدًا حتى يطال المصلين الأبرياء. رحم الله شهداء نيس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قتل المؤمنين قتل المؤمنين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon