توقيت القاهرة المحلي 21:57:05 آخر تحديث
السبت 4 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الأزمة التونسية

  مصر اليوم -

الأزمة التونسية

بقلم : عمرو الشوبكي

تعد تونس تجربة الانتقال الديمقراطى الوحيدة الناجحة فى تجارب الموجة الأولى من الانتفاضات العربية، إلا أنها بدأت مؤخرا تعانى من أزمات هيكلية باتت تهدد التجربة الديمقراطية الوليدة.

وقد تفاقمت الأزمة التونسية عقب تقديم إلياس الفخفاخ لاستقالة حكومته بعد 5 أشهر فقط من تشكيلها، وأيضا قيام حوالى 80 نائبا بإعداد لائحة لسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشى، والحملة المنظمة التى تقودها عبير موسى رئيسة الحزب الدستورى الحر من أجل سحب الثقة من رئيس البرلمان واعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية.

ولعل التناقض الواضح بين مشاهد خناقات البرلمان وبين قيام المحتجين فى مدينة تطاوين التونسية باحتلال مصفاة للنفط بعد أسابيع من الاضطرابات المستمرة فى أكثر من مدينة جنوبية يظهر وجود عالمين لا علاقة لبعضهما البعض، فبدلا من أن تتكاتف الحكومة والبرلمان من أجل حل مشاكل البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاستفادة من النجاح التونسى فى السيطرة على وباء كورونا دخلوا فى صراعات تستنفد طاقة الوطن ولا تساعد على تقدمة بل والأخطر تفقد قطاعات من الشعب التونسى فى جدوى الديمقراطية وتتمنى أن ترى قريبا «المستبد العادل»، الذى يعيد النظام العام ويواجه الفوضى والتسيب.

وإذا كانت حركة النهضة مسؤولة عن جانب من تأزم الوضع الداخلى حين أصر زعيمها على وضع البلاد كطرف فى لعبة المحاور العربية واصطف خلف أردوغان فى الصراع الليبى رغم أن تونس ظلت بحكم موقعها الجغرافى بلدا مسالما ومحايدا ومقبولا من كل الأطراف إلا أن الجانب الأكبر من أزمة النظام التونسى تكمن فى التناقض بين انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من قبل الشعب وبين محدودية صلاحياته، فالرئيس «منزوع الصلاحيات» أو الرئيس الرمز ينتخب من البرلمان كمنصب شرفى، أما حين ينص الدستور على انتخابه من الشعب فهذا يعنى أنه رأس السلطة التنفيذية وليس رئيس الحكومة، ويعنى أيضا أنه فى حال وجود أزمة من هذا النوع يكون هو من له حق الحسم والفصل القاطع فيها دستوريا.

لا يمكن أن ينتخب شعب رئيسا مثل قيس سعيد بنسبة كاسحة (76%) ولا يستطيع أن يردع رئيس البرلمان الذى تغول على صلاحياته فى السياسة الخارجية ولا أن يختار الحكومة ويسمى رئيسها ويعفيها إذا أراد مثل كل النظم الرئاسية.

مخاطر ما يجرى فى تونس ليس فقط تدهور الأوضاع الاقتصادية إنما تقويه التيار المعادى للديمقراطية نتيجة انتشار مشاهد الفوضى، فى حين أن العيب ليس فى الديمقراطية إنما فى عدم وجود نظام رئاسى يعطى لرئيس الجمهورية المنتخب بشكل ديمقراطى لمدتين غير قابلتين للتمديد السلطة الكاملة فى حق الفيتو وتصويب الأوضاع باعتباره رأس السلطة التنفيذية، لا ترك الطريق مفتوحا أمام خطاب المستبد العادل الذى سيقضى على الديمقراطية الوليدة على حس محاربة الفوضى والتسيب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة التونسية الأزمة التونسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 17:09 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:26 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد

GMT 10:33 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات تمنح منزلك الدفء وتجعله أكثر راحة

GMT 22:10 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

طبيب يوضح طرق التعامل مع فقدان الطاقة

GMT 09:21 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الترجي التونسي يعلن تعاقده مع يوسف البلايلي

GMT 05:19 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

استقرار الدولار في البنوك المصرية الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon