توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كورونا ومعركة العلم

  مصر اليوم -

كورونا ومعركة العلم

بقلم : عمرو الشوبكي

لم تكن التصريحات الصادمة التى أعلنها رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون عن موت الأحباء، مجرد شعارات سياسية استفز بها قطاعًا واسعًا من الشعب، إنما استندت إلى نظريات علمية لا يجزم الكثيرون بصحتها (خاصة فى سياق معركة العالم مع فيروس كورونا) إلا أنها تظل علمًا ويتبناها علماء كبار.

الخلاف المعتاد بين بريطانيا وفرنسا تكرر مرة أخرى فى التعامل مع فيروس كورونا، وأصبح لكل بلد اختيار مناقض للآخر، وبقى التفرد البريطانى فى التعامل مع الفيروس امتدادًا لحرصها الدائم على التفرد فى السياسة والاقتصاد وأيضا فى الخيارات الطبية.

بريطانيا لم تغلق المدارس ولا المصالح الحكومية وتبنت خيار عالمها الكبير (والمستشار العلمى للحكومة) باتريك فالنس، وتبنى الرجل نظرية «Herd Immunity» أى «مناعة القطيع» والتى تقوم على تعريض الأفراد الأقل قابلية لمخاطر تدهور حالتهم الصحية لفرص الإصابة بالعدوى، فبترك الطلاب يذهبون إلى المدارس والجامعات (لم توقف بريطانيا حتى اللحظة الدراسة) لأنهم قادرون على اكتساب مناعة ضد الفيروس وينشرونها بعد ذلك فى المجتمع.

يتجاهل هذا التصور الفئات الأضعف والأكبر سنًا والمصابين بأمراض مختلفة أو بالأحرى يضحى بهم فى سبيل الحفاظ على فئات المجتمع الأقوى، وهى فكرة شريرة لا يمكن قبولها أخلاقيًا وعلميًا وسياسيًا، خاصة أنه لا توجد ضمانة لنجاة الأصحاء والشباب أيضا.

الرد الذى يقدمه أصحاب هذا التصور هو أن كبار السن هم أكثر ضحايا الفيروس فى كل الدول، بما فيها التى اتخذت إجراءات العزل الجماعى، وعلقت الدراسة مثل فرنسا وإيطاليا، فى حين أن الخبرة البريطانية تعطى فرصًا أكبر للأصحاء من تجارب الدول الأخرى.

وهناك استحالة فى تطبيق هذا النموذج فى بلدان خدماتها الطبية محدودة، كما لا يجب الثقة فى مخاطرة كبيرة بهذا الشكل فى ظل نقص فى خبرة التعامل مع هذا الفيروس، فى عالم يكتشفه لأول مرة.

أما النقد الأبرز الذى يوجه للخبرة الإيطالية والفرنسية فيتعلق بما اصطلح على تسميته Self-Isolation» Fatigue» أى أن إجراءات العزل التى تطبق على نطاق واسع تؤدى إلى إنهاك نظام المناعة وإضعاف المقاومة وبالتالى انتشار الفيروس، وهى أيضا فرضية لم تثبت صحتها بشكل نهائى بعد.

ومن الواضح أن إجراءات دول العالم المتقدم (أوروبا والصين وأمريكا) فيما عدا بريطانيا فى العزل التدريجى هى الأقرب لواقعنا فى مصر، ولذا كنا ننتظر من وزيرة الصحة رأيًا واضحًا فى فلسفة التعامل مع خطر الفيروس فى ظل جدل علمى واسع حوله (طبعًا فى مصر علماء أكثر كفاءة بكثير يجب الاستفادة منهم)، وخريطة بواقع المنظومة الصحية ونقاط الضعف، وبيانات رسمية دقيقة من خلية أزمة وليس من برامج توك شو، بدلا من الحديث عن الفيروسات الإلكترونية وعدم وعى الشعب وغيرها من الشعارات التى لا ترتقى للتعامل مع أزمة بهذا الحجم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا ومعركة العلم كورونا ومعركة العلم



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon