توقيت القاهرة المحلي 08:40:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظام الرئاسي

  مصر اليوم -

النظام الرئاسي

بقلم :عمرو الشوبكي

النظام الرئاسى الديمقراطى هو الأفضل للنظم الجمهورية، خاصة في عالمنا العربى ودول الجنوب، فالبلاد التي انتقلت نحو الديمقراطية في أمريكا الجنوبية مثلًا اختارت جميعها النظم الرئاسية وابتعدت عن النظم البرلمانية أو شبه البرلمانية، دون أن يعنى ذلك اختفاء مشاكلها.

أما تونس فقد اختارت الخيار الأصعب وهو نظام شبه برلمانى أو مختلط، شبيه بما روّج له الإخوان وبعض التيارات الثورية والمدنية عقب ثورة يناير في مصر، وتجاوزته الوثيقة الدستورية في 2014 لصالح نظام شبه رئاسى.

والحقيقة أن مشكلة النظام البرلمانى في بلدان تعانى من ضعف الأحزاب ومن مشاريع تمكين لكثير من التيارات الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان، تجعل همّ رئيس الوزراء اليومى أن ينجو من تصويت سحب الثقة في البرلمان، فإذا كان لديه وزير أو أكثر محدود الكفاءة، فإنه سيفكر مرات قبل أن يقيله حتى لا يسحب الحزب أو الكتلة التي ينتمى إليها هذا الوزير الثقة من الحكومة، ومع الوقت تضيع مشاريعه السياسية والاقتصادية أمام حرصه على عدم إغضاب الكتلة البرلمانية لهذا الحزب أو ذاك، حتى يبقى في الحكم. وهذا على عكس النظام الرئاسى الذي يقوم على إعطاء صلاحيات واسعة، ولكن غير مطلقة، لرئيس الجمهورية المنتخب مباشرة من الشعب وليس البرلمان، ويخضع للمراقبة من قبل الشعب الذي يحق له دون غيره سحب الثقة من رئيس الجمهورية في استفتاء وفق الدستور المصرى (وليس البرلمان أو مجلس الشيوخ)، ويحال لمحكمة خاصة في الجرائم الكبرى، ولا يحق له البقاء في الحكم أكثر من مدتين غير قابلتين للتمديد، كما أن هناك نظمًا رئاسية تعطى بعض الصلاحيات لرئيس الوزراء مثل فرنسا، وتُعرف بالنظام شبه الرئاسى (الأقرب للواقع المصرى)، وتبقى الصلاحيات الرئيسية لرئيس الجمهورية باعتباره رأس السلطة التنفيذية، ويحق له وفق الدستور المصرى اختيار وزراء الدفاع والخارجية والداخلية والعدل، أي ما يُعرف بوزراء السيادة.

والسؤال: لماذا النظام الرئاسى أفضل للبلاد النامية من النظام البرلمانى؟ الحقيقة أن في أي بلد نامٍ يعانى من مشكلات فقر وبطالة، وفساد وانهيارات حقيقية في الصحة والتعليم والخدمات العامة، يحتاج إلى رئيس لديه برنامج طموح للإصلاح، وأن كثيرًا من برامج النهضة في العالم ارتبطت بأشخاص دعموا بناء المؤسسات وطوروها (مهاتير محمد ماليزيا، ديجول فرنسا، لولا دى سيلفا البرازيل) وكانوا مستمعين لصوت الشعب ومعبرين عنه ويحترمون مؤسساته.

إن هندسة نظام سياسى على مقاس أغلبية أو أقلية برلمانية كارثة على مستقبل أي بلد، والأزمة الرئيسية في تونس ترجع لوقوعها في فخ وجود رأسين للسلطة التنفيذية، أحدهما قادم من البرلمان، وهو رئيس الحكومة، والثانى قادم بانتخابات حرة من الشعب، وهو رئيس الجمهورية، والنتيجة هي شلل النظام السياسى برمته وعجزه عن مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الجسيمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام الرئاسي النظام الرئاسي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon