توقيت القاهرة المحلي 15:56:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة البلطجي

  مصر اليوم -

عودة البلطجي

بقلم : عمرو الشوبكي

هناك من يطلق البلطجى فى لحظات التدهور على خلق الله فيكيل الشتائم والاتهامات، وطالما أن المشتومين من الشعب المدنى العادى، مهما كانت قيمتهم العلمية والسياسية والمهنية، فهم فى النهاية ليسوا من المحصنين وأصحاب السيادة.

ومهما قلت إننا نحتاج من رئيس الجمهورية إلى أصغر مسؤول فى هذا البلد اعتذاراً لكل أمهات مصر اللاتى سُببن وأُهنّ حتى أصبح الأمر عاديا، وحتى تظل نظرية العيب فى الشعب الجاهل الذى تشتم نخبته بعضها البعض هى النظرية السائدة، فى حين أن الحقيقة تقول إن المشكلة فى القوانين المهدرة والدستور المهدر والبلد الذى يُستباح فيه الناس ويهانون لمجرد أنهم غير محصنين، فى حين أن من جرؤ ومس هؤلاء فى لحظة طيش كانت عقوبته إسقاط عضويته من البرلمان فى نصف ساعة دون وجود حكم قضائى.

بعض من يديرون الأجهزة الأمنية لا يحتملون الخط المستقيم، فلابد أن تكون عندك تهمة أو زلة تنتظر الوقت المناسب لتخرج، وإذا لم يجدوا يسلطون عليك أراذل الناس ليسبوك ويشتموك ويلفقوا لك تهماً هى عكس ما قلته وعكس مواقفك.

ذكر لى مرة أحد شباب منطقة شعبية فى الدقى والعجوزة، عقب الانتخابات البرلمانية، بتلقائية شديدة: «لا تنفِ هذه التهم يا دكتور لأن الوضع الحالى لن يستمر»، وكان ذلك فى معرض الرد على التهمة الكاذبة أنى قلت إن 30 يونيو انقلاب.

من قال إن 30 يونيو انقلاب قال ذلك علانية، وبعضهم جزء من التيار المدنى والشبابى الثورى، بجانب الإخوان وحلفائهم، ومن اعتبروا أنها انتفاضة شعبية أو ثورة دعمها الجيش كانوا غالبية التيار المدنى بكل رموزه، وقالوها فى العلن داخل مصر وخارجها، أما من استخبوا «تحت اللحاف» حين كان البلد يواجه حكم مبارك والإخوان ونافقوا الجميع وأكلوا على كل الموائد، فهم أيضا معروفون، ومن نزلوا على قوائم الإخوان فى انتخابات 2012 ومن واجهوهم أيضا معروفون، ومن كانوا من بين عاصرى الليمون وانتخبوا مرسى ومن انتخبوا شفيق كانوا أيضا معروفين.

هى ليست أسراراً، وبعض من أيدوا 30 يونيو كانوا انتهازيين مثلما كان كثير منهم مخلصين، ونفس الأمر ينطبق على بعض من عارضوها من التيار المدنى، فقد كانت تلك قناعتهم دون إملاء أو عمالة لأحد.

عودة البلطجى هى وصمة عار لكل من أطلقه ويصر على تشغيله وعدم محاسبته على جرائم جنائية (وليس آراء سياسية لو وُجدت)، ويمكن طبعا لمخبر صغير فى أى جهاز أن يوقف سيل الشتائم والبذاءات التى يدمر بها إعلاميو العار البلاد، ولكن لأن له أدوارا متعددة، منها بث الجهل والكراهية داخل المجتمع، فسيظل محصنا مهما صدرت ضده أحكام، ومهما ارتكب جرائم سب وقذف وتشهير فلن يمس مثل ضيفه.

ليس مهماً كرسى البرلمان، فمن يتابع ما يقوله الناس عن البرلمان فى الشارع، وما أصاب شعبية النظام السياسى برمته، سيكتشف أننا أمام أزمة هى الأصعب والأخطر فى تاريخ مصر، ومع ذلك تركنا النقاش حول همومنا الاقتصادية والسياسية وعن الإصلاحات المعطلة وأعدنا البلطجى مرة أخرى يمرح ويشتم ويصول ويجول، فى حين أن القضية بسيطة للغاية، هناك حكم من أعلى سلطة قضائية فى مصر، هى محكمة النقض، لا علاقة له بتقييمنا للأشخاص الذين شملهم الحكم واجب النفاذ ونقطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة البلطجي عودة البلطجي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon