توقيت القاهرة المحلي 23:46:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طعن فى ألمانيا

  مصر اليوم -

طعن فى ألمانيا

بقلم:عمرو الشوبكي

طعن شاب سورى يدعى عيسى، ويبلغ من العمر ٢٦ عامًا، عددًا من المواطنين الألمان، فقتل ثلاثة منهم وسلم نفسه للشرطة وملابسه ويداه ملطخة بالدماء.

وأعلن الشاب أنه ينتمى لتنظيم داعش، وكرر الأسطوانة المشروخة أنه قام بهذه العملية انتقامًا للمسلمين فى غزة، وأصدر التنظيم بيانًا أعلن فيه مسؤوليته عن العملية، وأن هذا الشاب هو «أحد جنود دولة الخلافة».

واللافت أنه وصل إلى ألمانيا فى ديسمبر ٢٠٢٢، وتقدم بطلب لجوء فى مدينة «بيلفيلد»، وحصل على الحماية المؤقتة، وهى التى تُمنح للأشخاص الذين يفرون من مناطق حروب.

والحقيقة يصعب على أى تفكير سوى أن يتصور كيف يمكن لشخص أن يقدم على جريمة من هذا النوع تجاه مواطنين عزل فى بلد أعطاه الحماية من ويلات الحرب، إلا لو كان ينتمى لنمط تفكير مريض يتجاوز مسألة التطرف أو العنف الدينى الذى عرفه كثير من المجتمعات ومنها بالطبع مجتمعاتنا العربية.

ورغم أن ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية قبولًا للاجئين الأجانب، فقبلت مليون سورى وسعت لدمجهم فى المجتمع ومنظومة العمل الألمانية، كما أن غالبيتهم العظمى كانوا مثالًا يحتذى فى الجدية والعمل والاندماج فى المجتمع.

ومع ذلك فقد أثار هذا الحادث ردود فعل واسعة داخل النخب الألمانية الحاكمة، فقد صرح المستشار الألمانى أولاف شولتز بأن الحكومة تنوى اتخاذ مجموعة من الإجراءات للتأكد من عدم تكرار عمليات كهذه، منها ما يتعلق بمحاربة الهجرة غير النظامية، ومنها ما يتعلق بترحيل أى مجرم من المهاجرين الأجانب إلى سوريا وأفغانستان.

ولم يكتف شولتز بذلك، إنما قال إنه سيجرى تأسيس وحدة عمل مشتركة من الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية لتسريع خطوات ترحيل اللاجئين المرفوضة طلبات إقامتهم، وذلك بعد أن تبين أن منفذ العملية كان من المفترض أن يرحَّل العام الماضى إلى بلغاريا، ولكن السلطات الألمانية لم تعثر عليه يوم الترحيل ولم تحاول مرة جديدة.

والمعروف أن قوى كثيرة فى ألمانيا ومعظم الدول الأوروبية تطالب بوقف استقبال اللاجئين وترحيل المجرمين منهم. ولكن قانونًا لا يمكن لألمانيا حاليًا أن ترحل أشخاصًا إلى دول تصنفها «خطرة»، مثل سوريا وأفغانستان.

لقد فتحت هذه الحادثة مرة أخرى ملف الهجرة النظامية وغير النظامية فى ألمانيا وأوروبا وتصاعد بالطبع الخطاب الشعبوى والعنصرى بحق المهاجرين، وهو سلوك تلقائى يحدث فى أعقاب مثل هذه النوعية من الاعتداءات، حيث يكون التعميم على الجميع ومنطق «السيئة تعم والحسنة تخص» هو السائد.

من الصعب الاعتراض على مبدأ حق أى دولة فى ترحيل المهاجرين غير النظامين أو تقول كفى لن أستطيع أن أستقبل المزيد، ولكنها مطالبة بأن تحترم حقوق المهاجرين الشرعيين الملتزمين بالقوانين ولا تأخذهم نتيجة أسمائهم أو لون بشرتهم بجرائم ترتكبها قلة قليلة من أبناء جلدتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طعن فى ألمانيا طعن فى ألمانيا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon