توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهل الشر

  مصر اليوم -

أهل الشر

بقلم - عمرو الشوبكي

تكرر الحديث عن أهل الشر فى الخطاب الرسمى دون تحديد واضح، صحيح أن الرئيس تحدث فى أحيان كثيرة عن مؤامرات الإخوان وتهديدات الجماعات الإرهابية، والمؤامرات الخارجية التى تستهدف مصر، سواء من قبل الإعلام الخارجى أو من دول بعينها.

والحقيقة أنه لا يوجد نظام سياسى بلا خصوم ولا توجد دولة بلا تهديدات، إنما بالطبع تختلف طبيعتها وحدتها من مجتمع إلى آخر، فهناك جماعات العنف والإرهاب التى تعرفها دول العالم الديمقراطية وغير الديمقراطية، وهؤلاء من قوى الشر الذين يبصم عليهم الشعب قبل النظام، وهناك قوى سياسية تحمل آراء مخالفة لمن فى الحكم، وهؤلاء لا يمكن وصفهم فى أى دولة طبيعية (وليس بالضرورة ديمقراطية) أنهم أهل شر.

نعم قوى كثيرة تستهدف أمن مصر وسلامتها وليس فقط الحكم، وهناك إرهاب وعنف تعانى منه البلاد بمعدلات أكبر من معظم دول العالم، ويرى كثيرون أن هناك قوى محلية ودولية تدعمه، وهناك أزمة اقتصادية يحاول البعض استثمارها لتحقيق مكاسب سياسية رغم أنه يعرف أن لا بديل عن الإجراءات الاقتصادية التى اتخذت.

ومن الطبيعى أن يعتبر الحكم هؤلاء من الأشرار (أياً كان الرأى فى اللفظ)، إلا أنه فى نفس الوقت يجب عليه تحديدهم، لأنه هنا سيحدد معركته مع خصومه السياسيين وسيضع خطوطا حمراء للعبة السياسية لا تُترك للأهواء الأمنية، ويساهم فى إيقاف تلك الهستيريا المليئة بالخرافات والكلام الفارغ التى تبناها تيار من «المبايعين» فى التعامل مع قضايا الداخل والخارج لصالح كلام ينتمى للعقل والمنطق.

أخطر ما فى خطاب أهل الشر أنه يفتح الباب للموجودين أن يصولوا ويجولوا ويسحبوا حديثهم عن أهل الشر على الجميع بمن فيهم نوعية واسعة من عقلاء المؤيدين الذين لايزالون حريصين على تقديم أسباب منطقية وراء تأييدهم للحكم والرئيس ويحدثونك عن خواء المعارضة وضعف المجتمع وتهديدات الإخوان، وهؤلاء تواروا أمام ضجيج التطبيل وشعارات التخوين وأهل الشر.

لا يجب الإصرار على وصف خصوم الحكم وأعداء الوطن بأنهم أهل الشر، لأنهم فى الحقيقة كيانات وقوى معروفة، وبعضها يعلن خططه ويبث دعايته علنا ويتحالف مع دول أجنبية ويستثمر فى سلبيات وأخطاء تحدث، ويختلق أخرى، وبالتالى فإن مواجهتها ليس بتجهيلها، إنما فى تحديدها وتقديم حجج ومبررات سياسية تواجه ما تقوله هذه القوى علنا، بعيدا عن المبالغات المؤيدة والمعارضة على السواء.

كم مرة سمعنا عن توصيفات لعلاقتنا بدول فى الشرق والغرب مستوحاة من تعبير أهل الشر تنسى كل ما يقال فى الخطاب الرسمى نفسه عن سعى مصر للحصول على دعم هذه الدول اقتصاديا وسياسيا، ويدعوها للاستثمار والسياحة فى بلادنا، وفى نفس الوقت يصفها الموجودون بأنها قوى شر لأنها قالت تصريحا ضد انتهاك حقوق الإنسان، أو كتب فيها صحفى ينتقد ملف الحريات أو غيره.

الرأى المخالف يُرد عليه برأى آخر، وسياسات الدول الكبرى والصغرى التى يختلف معها يرد عليها بكلام سياسى واضح، كما يجب التمييز بين الأعداء والمعارضين، وعدم وضع أى رأى مخالف ضمن خانة أهل الشر التى تضر بالجميع.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهل الشر أهل الشر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon