توقيت القاهرة المحلي 13:40:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهل الشر

  مصر اليوم -

أهل الشر

بقلم - عمرو الشوبكي

تكرر الحديث عن أهل الشر فى الخطاب الرسمى دون تحديد واضح، صحيح أن الرئيس تحدث فى أحيان كثيرة عن مؤامرات الإخوان وتهديدات الجماعات الإرهابية، والمؤامرات الخارجية التى تستهدف مصر، سواء من قبل الإعلام الخارجى أو من دول بعينها.

والحقيقة أنه لا يوجد نظام سياسى بلا خصوم ولا توجد دولة بلا تهديدات، إنما بالطبع تختلف طبيعتها وحدتها من مجتمع إلى آخر، فهناك جماعات العنف والإرهاب التى تعرفها دول العالم الديمقراطية وغير الديمقراطية، وهؤلاء من قوى الشر الذين يبصم عليهم الشعب قبل النظام، وهناك قوى سياسية تحمل آراء مخالفة لمن فى الحكم، وهؤلاء لا يمكن وصفهم فى أى دولة طبيعية (وليس بالضرورة ديمقراطية) أنهم أهل شر.

نعم قوى كثيرة تستهدف أمن مصر وسلامتها وليس فقط الحكم، وهناك إرهاب وعنف تعانى منه البلاد بمعدلات أكبر من معظم دول العالم، ويرى كثيرون أن هناك قوى محلية ودولية تدعمه، وهناك أزمة اقتصادية يحاول البعض استثمارها لتحقيق مكاسب سياسية رغم أنه يعرف أن لا بديل عن الإجراءات الاقتصادية التى اتخذت.

ومن الطبيعى أن يعتبر الحكم هؤلاء من الأشرار (أياً كان الرأى فى اللفظ)، إلا أنه فى نفس الوقت يجب عليه تحديدهم، لأنه هنا سيحدد معركته مع خصومه السياسيين وسيضع خطوطا حمراء للعبة السياسية لا تُترك للأهواء الأمنية، ويساهم فى إيقاف تلك الهستيريا المليئة بالخرافات والكلام الفارغ التى تبناها تيار من «المبايعين» فى التعامل مع قضايا الداخل والخارج لصالح كلام ينتمى للعقل والمنطق.

أخطر ما فى خطاب أهل الشر أنه يفتح الباب للموجودين أن يصولوا ويجولوا ويسحبوا حديثهم عن أهل الشر على الجميع بمن فيهم نوعية واسعة من عقلاء المؤيدين الذين لايزالون حريصين على تقديم أسباب منطقية وراء تأييدهم للحكم والرئيس ويحدثونك عن خواء المعارضة وضعف المجتمع وتهديدات الإخوان، وهؤلاء تواروا أمام ضجيج التطبيل وشعارات التخوين وأهل الشر.

لا يجب الإصرار على وصف خصوم الحكم وأعداء الوطن بأنهم أهل الشر، لأنهم فى الحقيقة كيانات وقوى معروفة، وبعضها يعلن خططه ويبث دعايته علنا ويتحالف مع دول أجنبية ويستثمر فى سلبيات وأخطاء تحدث، ويختلق أخرى، وبالتالى فإن مواجهتها ليس بتجهيلها، إنما فى تحديدها وتقديم حجج ومبررات سياسية تواجه ما تقوله هذه القوى علنا، بعيدا عن المبالغات المؤيدة والمعارضة على السواء.

كم مرة سمعنا عن توصيفات لعلاقتنا بدول فى الشرق والغرب مستوحاة من تعبير أهل الشر تنسى كل ما يقال فى الخطاب الرسمى نفسه عن سعى مصر للحصول على دعم هذه الدول اقتصاديا وسياسيا، ويدعوها للاستثمار والسياحة فى بلادنا، وفى نفس الوقت يصفها الموجودون بأنها قوى شر لأنها قالت تصريحا ضد انتهاك حقوق الإنسان، أو كتب فيها صحفى ينتقد ملف الحريات أو غيره.

الرأى المخالف يُرد عليه برأى آخر، وسياسات الدول الكبرى والصغرى التى يختلف معها يرد عليها بكلام سياسى واضح، كما يجب التمييز بين الأعداء والمعارضين، وعدم وضع أى رأى مخالف ضمن خانة أهل الشر التى تضر بالجميع.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهل الشر أهل الشر



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon