توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جامعات أمريكا وفرنسا

  مصر اليوم -

جامعات أمريكا وفرنسا

بقلم - عمرو الشوبكي

رغم أن بعض الجامعات والمعاهد الكبرى فى فرنسا، وتحديدا معهد العلوم السياسية وجامعة السوربون، شهدت مظاهرات تضامن مع فلسطين إلا أنها لا تقارن بحجم الاحتجاجات العارمة التى شهدتها الجامعات الأمريكية، وخاصة جامعات كولومبيا ونيويورك وبيركلى وواشنطن وميرلاند ونورث كارولينا وغيرها، وحتى واحدة من أهم جامعات العالم مثل «هارفارد» شهدت مظاهرات واحتجاجات طلابية واسعة.

والسؤال الذى ناقشته أمس الأول مع أحد أصدقائى الفرنسيين حين هاتفنى وقال لى إن عدد من تظاهروا فى جامعة السوربون حيث درسنا سويا منذ ثلاثين عاما لا يتعدى بضع عشرات، وتطرق حديثنا عن أسباب الفارق بين أعداد المتظاهرين فى الجامعات الأمريكية مقارنة بالمحدودية النسبية لمظاهرات الطلاب الفرنسيين دعما لنفس القضية؛ أى فلسطين.

وبعد نقاش طويل توافقنا على نقطتين: الأولى أن الحكومة الأمريكية هى الداعم الأول لإسرائيل وهو دعم بدون شروط وبفضلها ظلت إسرائيل دولة محصنة فوق القانون والمحاسبة، وأن هذا الدعم المستفز لدولة الاحتلال جعل هناك تيارا شعبيا وطلابيا متزايدا يريد تغيير هذه الصورة وهذه السياسات غير العادلة خاصة من قبل شباب لديهم نقاء وليس لديهم حسابات النخب الحاكمة.

أما السبب الثانى الذى عادة لا يقبله قطاع واسع من الفرنسيين (وقبله صديقى) وهو أن فرنسا لديها عقدة الجزائر، كما أنها بلد متوسط القوة متوسط فى عدد سكانه، وأن الجانب الأكبر من الجاليات الأجنبية أصولهم عربية، كل ذلك جعل قطاعا واسعا من الفرنسيين يضع عرب فلسطين مع العرب المقيمين فى بلاده ولديه مشاكل ثقافية واجتماعية معهم.

هذا بالإضافة إلى أن النموذج الفرنسى نفسه يمتلك ثقافة استعمارية ضاربة فى جذور التاريخ الفرنسى، صحيح أن هناك دائما من عارضها فى داخل المجتمع، إلا أن وطأة هذا التاريخ بجانب شعور قطاع من الفرنسيين بأنهم مهددون من الجاليات العربية جعلهم متحفظين فى دعم أى قضية تخص العرب، حتى لو كانت قضية إبادة جماعية. أما فى أمريكا فهى بلد لديه سياسة استعمارية ولكن ليس تاريخ استعمارى، بلد لديه ثقافة مهاجرين هم من صنعوا أمريكا وحتى لو حدث تمييز بين هؤلاء لصالح الرجل الأبيض على حساب الرجل الأسود، إلا أن الأصل بقى أن ثقافة أمريكا «مصنعة» حديثا وتقبل من أى شخص مهما كان لون بشرته أو أصله أن يصعد فى السلم الوظيفى والسياسى طالما التزم بالقوانين الأمريكية.

أمريكا لديها ثقة فى نفسها وفى تنوعها الثقافى أكثر من فرنسا التى تخاف على هويتها من الجنسيات الأخرى بمن فيهم الفرنسيون من أصول عربية.

وفى النهاية يبقى تحرك طلاب الجامعات فى أمريكا وأوروبا- على ما بينهما من تفاوت- أمرا إيجابيا، وإذا لم يغير اليوم معادلات الحكم فإنه بالقطع سيغيرها غدا كما فعلت احتجاجات الطلاب فى الستينيات وساهمت فى إيقاف حرب فيتنام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعات أمريكا وفرنسا جامعات أمريكا وفرنسا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon