توقيت القاهرة المحلي 16:43:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وإدارة بايدن

  مصر اليوم -

مصر وإدارة بايدن

بقلم : عمرو الشوبكي

مثل فوز بايدن تحولا كبيرا فى السياسة الداخلية والخارجية والأمريكية ليس لأنه رجل قادم من خارج صندوق السياسة الأمريكية إنما لأن سلفه ترامب كان من السوء بحيث جعل انتخاب أى رئيس بعده سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا يعتبر إنجازا كبيرا لأمريكا والعالم والإنسانية.

والمؤكد أن إدارة بايدن ستعيد أمورا كثيرة لأوضاعها الطبيعية مثل التحالف والشراكة الاستراتيجية مع أوروبا وسيجد الرئيس الأمريكى نظراء يشبهونه مثل الرئيس الفرنسى والمستشارة الألمانية بعد أن تعب معظم زعماء أوروبا من التعامل مع ترامب بمن فيهم قادة اليمين المتطرف.

أما فى العالم العربى وفى القلب منه مصر فإن الإدارة الجديدة لن تتبنى سياسات محورها دعم الإخوان، حتى لو هنأ بايدن يوميا كل أعضاء الجماعة، لأن أمريكا كما هى العادة ستنطلق من الواقع ومن توازنات القوة فيه وأن ورقة الإخوان لن تكون مطروحة باعتبارها تيارا ينازع على السلطة، مثلما جرى فى 2013، إنما باعتبارها قضية حقوقية وهو المدخل الوحيد الذى ينفذ منه الإخوان للتأثير فى بعض الأوساط الغربية.

والحقيقة أن مراجعة مصر لجوانب سلبية كثيرة فى ملفها الحقوقى أمر يجب أن يوضع بعين الاعتبار ليس خوفا من الإخوان ولا من أجل الإدارة الأمريكية الجديدة إنما لصالح مصر والمصريين ولصالح تقدم الشعب والحفاظ على كرامته وإصلاح الدولة.

إن تصوير بادين على أنه جزء من مشروع الإخوان هو نوع من الخرافة ويعطيهم قوة أكبر بكثير من حقيقتهم، كما أنه يضر بصورة البلد خاصة مع وجود أطراف داخل الإدارة الجديدة سينطلق تقييمها على ضوء الأوضاع الحالية وليس اجترار رواية الإخوان.

أما الملف الذى يتجاهله الكثيرون، وهو ملف مصر الوجودى، أى سد النهضة فإنه سيعتبر أكبر تحد سيواجه مصر مع الإدارة الجديدة، فقد اعتمد بادين فى نجاحه على أصوات الأمريكيين من أصول إفريقية، وهى بيئة تحمل تعاطفا تلقائيا مع إثيوبيا.

وقد حاول كثير من القادة الأمريكيين من أصول إفريقية وإثيوبية استثمار تصاعد حركات الدعم العالمى لحقوق السود فى أمريكا وأوروبا لوضع مصر فى نفس كفة من يقمعونهم ويقضون على آمالهم فى التنمية، خاصة أن هذه الحركات لم تقتصر فقط على محاربة العنصرية إنما تحدثت عن تهميش الأفارقة وضعف الرعاية الصحية وارتفاع نسب الفقر والبطالة بينهم، وتحاول أن تربط بين بناء السد والقضاء على هذه الأوضاع فى إثيوبيا كنموذج «ملهم» للأفارقة.

فى ظل رئيس يعتبر الأفارقة الأمريكيين السبب الرئيسى لوصوله للسلطة وقال: «سأدعمكم كما دعمتمونى»، وفى ظل حضور أمريكيين من أصول إثيوبية داخل الدوائر القريبة من بايدن فإن التعاطف مع الرواية الإثيوبية سيكون حاضرا لدى الإدارة الجديدة.

تحتاج مصر إلى عمل جاد مع الإدارة الجديدة يشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والإعلامية بعيدا عن شعارات ترفع، وضجيج بلا طحن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وإدارة بايدن مصر وإدارة بايدن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon