توقيت القاهرة المحلي 16:25:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المؤسسات الأمريكية

  مصر اليوم -

المؤسسات الأمريكية

بقلم : عمرو الشوبكي

مشاهد ما بعد الانتخابات الأمريكية وتصريحات ترامب المتناقضة جعلت المرء يتصور لوهلة أنها انتخابات تجرى فى إحدى جمهوريات الموز، أو دولة من دول العالم الثالث، يتمسك رئيسها بكرسى الحكم بصرف النظر عن إرادة شعبه ونتائج الانتخابات.

والحقيقة أن رفض ترامب الاعتراف بهزيمته فى الانتخابات وإطلاقه سيلًا من الاتهامات الوهمية بوجود تزوير دون أى دليل، أوضح أننا أمام رئيس «خطر» لم تشهد أمريكا مثيلًا له منذ عقود طويلة، ويكفى الاستماع لخطاب المرشح الجمهورى الراحل جون ماكين عشية إعلان خسارته انتخابات الرئاسة فى 2008 أمام باراك أوباما، وكيف اعترف بالهزيمة ودعا لوحدة البلاد ودعم أوباما لتنجح أمريكا، ومقارنته بالكلام العدوانى والتقسيمى والمعادى للديمقراطية الذى يردده ترامب بعد خسارته الانتخابات، لنكتشف حجم التخريب الذى يمارسه.

ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا لا يوجد خطر حقيقى من ترامب رغم كل الكلام التدميرى الذى يردده؟ والإجابة ببساطة هى قوة مؤسسات الدولة ومهنيتها واستقلاليتها عن السلطة التنفيذية.

والحقيقة أن فى أمريكا إرادتين متكاملتين: الأولى هى إرادة الشعب الحرة الذى اختار الديمقراطية، والثانية هى المؤسسات الأمريكية من قضاء وصحافة وشرطة وجيش وجهاز إدارى، جميعها تعمل من أجل دستور، أو كما قال رئيس أركان الجيش الأمريكى: «نحن لا نحلف اليمين لملك أو ملكة أو طاغية أو ديكتاتور، نحن لا نحلف لفرد أو لقبيلة أو لدين، نحن نؤدى القسم على حماية الدستور الأمريكى».

ولقد تمثل أحد التجليات الرئيسية لقوة المؤسسات فى أمريكا فى قدرتها على مواجهة شطط الرئيس ترامب طوال أربع سنوات من حكمه، وستجبره على مغادرة البيت الأبيض يوم 20 يناير إذا فكر أن يبقى للحظة محل الرئيس المنتخب بايدن.

والمؤكد أن فى أمريكا نظامًا ديمقراطيًا فعالًا يُطبق على الأمريكيين، ومؤسسات دولة راسخة ذات تقاليد واجهت تحديًا حقيقيًا تمثل فى قدرتها على أن تعيد تشكيل التطرف والشطط والكلام الأهوج إلى أداء سياسى مستقر له تقاليد وتحكمه قواعد الديمقراطية.

لقد هدد ترامب مرارًا معارضيه، ومنع بعض القنوات من دخول البيت الأبيض، ولم يحل كل ذلك دون قيام المعارضين بنقده وإصدار كتب تهاجمه وتتهمه اتهامات لا حصر لها، وكذلك فإن CNN التى منع مراسلها لفترة من دخول البيت الأبيض انطلقت فى دنيا الله الواسعة تهاجم توجهات ترامب بمهنية وتأثير كبيرين.

لا يختلف ترامب كثيرًا عن الزعماء المستبدين فى العالم الثالث، ما يعنى أن نفسية الاستبداد لا تخص مجتمعًا ولا ثقافة دون أخرى، إنما هى «آفة بشرية».. والفارق الرئيسى أن فى أمريكا والبلاد المتقدمة مؤسسات راسخة وقوية، قادرة على أن تقف فى وجه هؤلاء الحكام، وتعدل وتهذب من خطابهم ومن تطرفهم، وتجعل مغادرتهم السلطة، إذا خسروا الانتخابات، أمرًا حتميًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤسسات الأمريكية المؤسسات الأمريكية



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon