توقيت القاهرة المحلي 15:30:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المؤسسات الأمريكية

  مصر اليوم -

المؤسسات الأمريكية

بقلم : عمرو الشوبكي

مشاهد ما بعد الانتخابات الأمريكية وتصريحات ترامب المتناقضة جعلت المرء يتصور لوهلة أنها انتخابات تجرى فى إحدى جمهوريات الموز، أو دولة من دول العالم الثالث، يتمسك رئيسها بكرسى الحكم بصرف النظر عن إرادة شعبه ونتائج الانتخابات.

والحقيقة أن رفض ترامب الاعتراف بهزيمته فى الانتخابات وإطلاقه سيلًا من الاتهامات الوهمية بوجود تزوير دون أى دليل، أوضح أننا أمام رئيس «خطر» لم تشهد أمريكا مثيلًا له منذ عقود طويلة، ويكفى الاستماع لخطاب المرشح الجمهورى الراحل جون ماكين عشية إعلان خسارته انتخابات الرئاسة فى 2008 أمام باراك أوباما، وكيف اعترف بالهزيمة ودعا لوحدة البلاد ودعم أوباما لتنجح أمريكا، ومقارنته بالكلام العدوانى والتقسيمى والمعادى للديمقراطية الذى يردده ترامب بعد خسارته الانتخابات، لنكتشف حجم التخريب الذى يمارسه.

ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا لا يوجد خطر حقيقى من ترامب رغم كل الكلام التدميرى الذى يردده؟ والإجابة ببساطة هى قوة مؤسسات الدولة ومهنيتها واستقلاليتها عن السلطة التنفيذية.

والحقيقة أن فى أمريكا إرادتين متكاملتين: الأولى هى إرادة الشعب الحرة الذى اختار الديمقراطية، والثانية هى المؤسسات الأمريكية من قضاء وصحافة وشرطة وجيش وجهاز إدارى، جميعها تعمل من أجل دستور، أو كما قال رئيس أركان الجيش الأمريكى: «نحن لا نحلف اليمين لملك أو ملكة أو طاغية أو ديكتاتور، نحن لا نحلف لفرد أو لقبيلة أو لدين، نحن نؤدى القسم على حماية الدستور الأمريكى».

ولقد تمثل أحد التجليات الرئيسية لقوة المؤسسات فى أمريكا فى قدرتها على مواجهة شطط الرئيس ترامب طوال أربع سنوات من حكمه، وستجبره على مغادرة البيت الأبيض يوم 20 يناير إذا فكر أن يبقى للحظة محل الرئيس المنتخب بايدن.

والمؤكد أن فى أمريكا نظامًا ديمقراطيًا فعالًا يُطبق على الأمريكيين، ومؤسسات دولة راسخة ذات تقاليد واجهت تحديًا حقيقيًا تمثل فى قدرتها على أن تعيد تشكيل التطرف والشطط والكلام الأهوج إلى أداء سياسى مستقر له تقاليد وتحكمه قواعد الديمقراطية.

لقد هدد ترامب مرارًا معارضيه، ومنع بعض القنوات من دخول البيت الأبيض، ولم يحل كل ذلك دون قيام المعارضين بنقده وإصدار كتب تهاجمه وتتهمه اتهامات لا حصر لها، وكذلك فإن CNN التى منع مراسلها لفترة من دخول البيت الأبيض انطلقت فى دنيا الله الواسعة تهاجم توجهات ترامب بمهنية وتأثير كبيرين.

لا يختلف ترامب كثيرًا عن الزعماء المستبدين فى العالم الثالث، ما يعنى أن نفسية الاستبداد لا تخص مجتمعًا ولا ثقافة دون أخرى، إنما هى «آفة بشرية».. والفارق الرئيسى أن فى أمريكا والبلاد المتقدمة مؤسسات راسخة وقوية، قادرة على أن تقف فى وجه هؤلاء الحكام، وتعدل وتهذب من خطابهم ومن تطرفهم، وتجعل مغادرتهم السلطة، إذا خسروا الانتخابات، أمرًا حتميًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤسسات الأمريكية المؤسسات الأمريكية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon