بقلم : عمرو الشوبكي
لازالت أزمتا سد النهضة وليبيا تسيطران على اهتمام الرأى العام فى مصر، وظلت انتخابات مجلس الشورى، كما يصر أن يسميه البعض، أى مجلس الشيوخ، تأخذ حيزا محدودا من اهتمام الرأى العام، ومع ذلك فإن هناك أسماء لامعة بعضها مستقل وبعضها حزبى تستحق الاهتمام والمتابعة، وأبرزهم أستاذ العلوم السياسية المرموقة د. منى مكرم عبيد، التى ترشحت على المقعد الفردى فى انتخابات الشيوخ، ونتمنى لها ولمن هم مثلها التوفيق والنجاح.
أما أزماتنا الإقليمية فلازالت تستحوذ على اهتمام كثير من المتابعين والقراء، وتقريبا معظم الرسائل التى أستقبلها تتجه نحو المطالبة بالتشدد والقوة مع إثيوبيا ضرورة التوقف عن التفاوض.
ومع ذلك ظلت هناك رسائل كثيرة متوازنة، منها رسالة الأستاذ عبد الله محمد وجاء فيها:
تعليقًا على سلسلة مقالتك الأخيرة عن سد النهضة والأزمة الليبية، وبخاصة مقال الرمال المتحركة، أوفقك الرأى فى ضرورة عدم انجرار وتورط القيادة السياسية فى الفخ الليبى، ولكن عند مقارنة هذا باليمن ماذا فعلت مصر بالرغم من المقولة الشهيرة (مسافة السكة)؟ لم تتورط مصر فى هذه الحرب، وتدخلت بالشكل المناسب، حيث إننا أمنا باب المندب والبحر الأحمر بالكامل ما حال من وقوع كوارث قد تستهدف دولا عربية شقيقة كالسعودية، أما ليبيا عندما نتابع تدخل أردوجان فى الشأن السورى والعربى منذ حكم الإخوان، وكيف كانوا يتحدثون عن جهادهم فى سوريا، وكيف انتقلوا من مصر عبر تركيا إلى سوريا وعودتهم مرة أخرى إلى القاهرة، ربما كانت هذه هى بداية أطماع أردوجان فى الوطن العربى التى تلاشت مع سقوط الحليف الإخوانى فى مصر، فكان كره أردوجان للقيادة السياسية فى مصر علنا، ولكن هذا لم يكن كل شىء، فالقواعد العسكرية التركية فى البحر الأحمر معروفة حتى وصلت إلى حدود مصر الجنوبية، بالاتفاق مع السودان على استئجار قاعدة بحرية فى عهد البشير، لذلك كان تصورى أن تبادر مصر بالوقوف علنا ضد زحف أردوجان عبر البحر المتوسط إلى ليبيا من خلال الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى.
مدهش أن يعيب أردوجان على القيادة السياسية المصرية قولها إن سرت والجفرة خط أحمر، أذكر حضرتك بموقفه وهو داخل الحدود السورية وإعلانه أن تقدم الأكراد إلى مناطق معينة خط أحمر.
سيدى الكريم نعم لا يجب أن نتورط فى حروب طويلة وشاملة مع تركيا أو مع غيرها، ولكن أعتقد أن مهما أن نقوى أدواتنا وقدراتنا حتى يتجنب خصومنا والمتربصون بنا التفكير فى الزحف لآلاف الأميال ليصلوا إلى ليبيا على حدودنا الغربية.
سنظل كما ذكر المتحدث الرسمى للرئاسة فى موقف المدافع داخل حدودنا.
آسف على الإطالة.