توقيت القاهرة المحلي 16:25:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساعة الرحيل

  مصر اليوم -

ساعة الرحيل

بقلم : عمرو الشوبكي

رحلة الناس مع الموت تبدأ غالبًا بوفاة الآباء والأمهات والأجيال الأكبر سنًا، يقطعها خطف الموت شبابًا فى مقتبل العمر، ثم تنتقل إلى مَن هم أكبر منك سنًا حتى تصل إلى أصدقائك وأبناء جيلك.

وبالتأكيد فإنه لا توجد قاعدة فى أعمار ولا ظروف الموت، ففى يومين متتاليين شهدت فى الأول عزاء الابن الوحيد، (محمد حسونة، 30 عامًا) لصديقة، زميلة دراسة من فرنسا، هى د. منى طلبة، وعقب الانتهاء من واجب العزاء أخبرنى د. أنور مغيث بأن حافظ أبوسعدة قد تُوفى منذ ساعتين بسبب فيروس كورونا، فكانت صدمة كبيرة.

وقد عرفت «حافظ» منذ كنا طالبين فى جامعة القاهرة، فى ثمانينيات القرن الماضى، منذ أن كان هو فى السنة الأولى فى كلية الحقوق، وكنت أنا فى السنة الثالثة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وظلت علاقتنا الودية القائمة على الاحترام والمحبة مستمرة طوال أكثر من 35 عامًا، لم تخرج منه «العيبة»، وحافظ على جدعنته ومحبته للجميع، حتى مَن هاجموه، وظل مبتسمًا مسالمًا، يناقش باحترام وعلم، ويختلف باحترام وعلم.

تمسك حافظ أبوسعدة بدوره ورسالته، التى قام بها فى ظل ظروف صعبة، وبفضله بقيت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، واستمر دوره داخل المجلس القومى لحقوق الإنسان، اختلف معه البعض واتفق معه الكثيرون، وأحبه تقريبًا كل الناس.

وقد اتخذ «حافظ» مواقف منحازة إلى الدولة فى مواجهة «ثالوث الشر»: التطرف والإرهاب والفوضى، واختلف معه بعض قادة منظمات حقوق الإنسان فى مصر، واتهمه البعض الآخر بأنه دافع عن الجيش فى حربه ضد الإرهاب فى سيناء، واستُبعد على أثرها من الفيدرالية الدولية.

والحقيقة أن «حافظ» شخصية ثرية متعددة الاهتمامات، فهو محامٍ واسع الاطلاع، وسياسى له تاريخ نضالى كبير، وحقوقى لديه أفكاره وقناعاته الخاصة، التى اختلف فيها مع البعض.

«حافظ» كان من المثقفين الذين آمنوا بالإصلاح التدريجى رغم بدايته الثورية، وصنع مواءماته الخاصة مع النظام الذى تشكل عقب 3 يوليو، مقتنعًا بما يُعرف فى علم الاجتماع السياسى بـ«معركة المساحات»، وأنه لا توجد معارك بالضربة القاضية، إنما هى كلها بالنقاط، وأفضل أن تحسن ظروف معتقل أو محبوس من أن تزايد على خلق الله على مواقع التواصل الاجتماعى دون أن تغير فى الواقع شيئًا.

لقد تمسك «حافظ» بتوليفته الخاصة، التى فيها إيمان بالسيادة الوطنية والخصوصية الثقافية، التى لا تلغى عالمية مبادئ حقوق الإنسان، بل تطالب باحترامها.

وكما هى العادة، نعى الجميع حافظ أبوسعدة، وترحّموا عليه، بمَن فيهم مخالفون لتوجهاته من حقوقيين مقيمين خارج مصر، إلا الإخوان، الذين أساءوا إليه كما أساءوا إلى الجميع شعبًا قبل الحكومة، وظلوا مُحمَّلين بكراهية للبشر لا علاقة لها بالخلاف فى الرأى أو التوجه.

رحم الله الصديق الغالى حافظ أبوسعدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعة الرحيل ساعة الرحيل



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon