توقيت القاهرة المحلي 16:43:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم الأساسى

  مصر اليوم -

التعليم الأساسى

بقلم : عمرو الشوبكي

لا أعتقد أن المبلغ الذى ذكره رئيس الوزراء عن إنفاق الدولة 13 ألف جنية سنويًا على كل فرد حتى سن 20 عامًا يعد مبلغًا كبيرًا، بعيدًا عن كونه إنفاقًا من الضرائب التى يدفعها المواطنون، فسيظل ما يُنفق على الصحة والتعليم والخدمات العامة قليلًا للغاية مقارنة بما تنفقه دول عربية غير نفطية.

والحقيقة أنه يمكن تفهم سياسات دولة محدودة الموارد والإمكانات مثل مصر فى ترشيد إنفاقها على خدمات كثيرة إلا التعليم الأساسى الذى ينتهى فى المرحلة الإعدادية، فوارد أن ترفع الدولة قليلًا مصاريف التعليم الجامعى، ووارد أن تتوسع فى نظام المنح الدراسية لغير القادرين عن طريق مبادرات ومؤسسات أهلية، ووارد ثالثًا أن تُفرض على طلاب الجامعات الراسبين دفع مصاريف مضاعفة تعطى بها منحا للطلاب المتفوقين، لكن لا يمكن بأى حال قبول رفع مصاريف التعليم الأساسى بحيث يضطر طالب واحد ولو كان متعثرًا دراسيًا إلى التسرب من التعليم والانضمام لطابور الفشل المهنى والدراسى لصالح البطالة والتسكع والجريمة والمخدرات.

والمؤكد أنه لا يوجد بلد فى الدنيا يمكنه أن يتقدم دون أن يصبح إصلاح التعليم قضيته الأولى والأساسية، ومصر بالتأكيد فى قلب هذه الدنيا (أم الدنيا) وسيظل تقدمها مرهونًا بقدرتها على بناء قاعدة للتعليم الأساسى لا تسمح بتسرب الطلاب نتيجة زيادة المصروفات أو فقدان الثقة فى جدوى التعليم.

إنفاق الدولة 13 ألف جنيه على كل فرد فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعى ليس استثمارًا ضائعًا، ولا يجب النظر إليه على أنه مشروع عقارى ينتظر أن تربح منه الدولة، لأن عائده أكبر من أى حسابات مادية، فشرط تقدم أى أمة ألا تتعامل مع التعليم على أنه سلعة إنما تعتبره رسالة والتزامًا للدولة تجاه مواطنيها، وطريقًا وحيدًا للتقدم.

نعم مشاكل التعليم فى مصر كثيرة وتبدأ بالمعلم والمناهج والتلميذ، وتنتهى بالأبنية المدرسية المتهالكة، وهى أمور قد تدفع المسؤولين إلى البحث عن مزيد من الموارد لدعم التعليم الحكومى، سواء برفع الدولة ميزانيته السنوية أو العمل على نقل المصروفات التى تُنفق على الدروس الخصوصية إلى منظومة التعليم الحكومى فى المرحلة الثانوية وليس الأساسى، بفرض مصاريف سنوية على كل طالب قادر قُدرت ما بين 200 إلى ألف جنيه فى مقابل أمرين: الأول تطوير حقيقى فى مستوى التعليم والمدارس ورواتب المدرسين، وتصبح المسألة هى نقل ما يُنفق على الدروس الخصوصية إلى المنظومة التعليمية الرسمية، وأيضا عمل نظام متكامل للمنح الدراسية لغير القادرين بحيث لا يحرم طالب واحد من التعليم بسبب عدم قدرته المالية.

أما التعليم الأساسى فيجب ألا ترفع الدولة مصاريفه مطلقا بل لو استطاعت أن تدفع مبالغ مالية للطلاب حتى يحصلوا على شهادة إتمام التعليم الأساسى فلتفعل، وتستمر فى تقديم وجبات غذائية لهم، وهذا أضعف الإيمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم الأساسى التعليم الأساسى



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon