توقيت القاهرة المحلي 00:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيار العسكرى

  مصر اليوم -

الخيار العسكرى

بقلم : عمرو الشوبكي

مخطئ من يتصور أن الخيار العسكرى مغامرة أو نزهة، ومخطئ أيضا من يسقطه من حساباته فى حال فشل الخيارات السياسية.

وقد ظلت الحلول العسكرية التعبير الأهم عن القوة والتقدم والنفوذ فى القرون الوسطى وحتى الحرب العالمية الثانية، وقام التاريخ الاستعمارى على احتلال الدول الأضعف بالقوة العسكرية، وبعد نجاح تجارب التحرر الوطنى فى الاستقلال أصبح نفوذ وتأثير الدول الكبرى قائمًا أساسًا على الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا وليس الاحتلال المباشر.

والمؤكد أن مصر دولة تاريخها المعاصر غير قائم على المغامرات العسكرية ولا الغزو الخارجى، وأنها عرفت انتصارات كثيرة حين ربطت بشكل ناجح المسار السياسى والعسكرى كما جرى فى حرب 56 (ذكرى عيد الجلاء منذ عدة أيام)، وحين أخفقت فى الإدارة العسكرية والسياسية كانت الهزيمة فى 67.

ومنذ ذلك التاريخ، دخلت مصر حروبا منتصرة ضد من احتلوا أرضها- أى إسرائيل- نتيجة نجاح الإدارة السياسية والعسكرية للحرب، فكانت حرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر، ثم شاركت فى حرب تحرير الكويت بغطاء أممى وعربى، ولم تحاول طوال تاريخها المعاصر أن تفرض نفوذها بالقوة المسلحة لأغراض لها علاقة بأطماع اقتصادية، وحين تدخلت فى اليمن محدود الموارد كان من أجل مشروع سياسى جمهورى، وليس من أجل السيطرة على آبار نفط وغاز غير موجودة فى اليمن.

وتكرر الأمر أثناء الانقلاب على الوحدة المصرية السورية، فقد رفض عبدالناصر استغلال معاهدة الوحدة بين البلدين لإرسال قوات تقمع الانقلاب، لأن القيمة الأكبر كانت ألا يسقط سوريون بأيدى مصريين، والعكس صحيح، وألا تبنى الوحدة العربية بالدماء إنما بالتوافق والقناعة والإيمان ودون أى إجبار، وظل هذا الخط حاضرا بقوة فى السياسة الخارجية المصرية حتى أزمتى ليبيا وسد النهضة، أى أن الأولوية ظلت للحل السياسى، وأن التدخل العسكرى يكون فقط فى حال وجود تهديد مباشر لأمن البلاد.

لذا، لا يبدو حتى اللحظة أن الموقف المصرى من الأزمة الليبية خارج عن ثوابتها المستقرة فى هذا المجال، فهناك أولًا إيمانٌ بأن الحل فى ليبيا لن يكون عسكريًا إنما سياسى، بجلوس جميع الأطراف على طاولة مفاوضات، واستبعاد فقط قوى التطرف والإرهاب، كما أن التلويح بالخيار العسكرى وضع فى إطار الضوابط المعروفة، فهو فى جوهره دفاعى، لأن مصر لن تسمح بوجود ميليشيات متطرفة على حدودها، ولن تسمح لتركيا وميليشياتها بالتقدم نحو الشرق ودخول مدينة سرت والجفرة، حيث آبار النفط والغاز.

لم تتحدث مصر طوال الأزمة الليبية عن تدخل عسكرى مباشر لدعم الجيش الوطنى حتى تدخل طرابلس وتسيطر على الغرب حتى لو دعمت حفتر، لكنها لوحت بذلك حين حضرت ميليشيات التطرف والإرهاب إلى ليبيا، وحين أعلنت تركيا عن نيتها إقامة قواعد عسكرية فى ليبيا لتنسف تاريخ دول شمال إفريقيا كلها فى رفض القواعد العسكرية الأجنبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيار العسكرى الخيار العسكرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon