توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التوعية قبل الوعى

  مصر اليوم -

التوعية قبل الوعى

بقلم - عمرو الشوبكي

كثيرًا ما يتحدث البعض عن بعض السلوكيات السيئة فى الشارع المصرى، ويُرجعها دائمًا إلى قلة وعى الشعب أو يردد جملة أخرى تقول هى ثقافة وسلوكيات شعب، ويتجاهل أن المشكلة فى التوعية وليس الوعى.

لم يعد هناك تقريبًا مَن يقول إن سلوكيات الشعوب وتصرفاتهم فى الشارع وأماكن العمل ومع الجيران ترجع إلى عيوب «جينات» فى الشعب أو نتيجة أنه بالفطرة وُلد «غير واعٍ»، ويعتبر الشعوب مصدر التعاسة والشقاء، إنما بات ينظر بشكل أساسى إلى منظومة الإدارة وأدواتها المختلفة سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا القادرة على بناء شعب متقدم يحترم القانون والعلم وآخر غير واعٍ لأنه غابت عنه برامج التوعية المطلوبة.

فلا يزال كثيرون منّا فى العالم العربى يتحدثون عن كيف كانت سلوكيات الناس وعاداتهم وتقاليدهم فى أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضى، وكيف تغيرت وتحولت فى العصر الحالى، وأن ملابس النساء فى بلد مثل مصر فى ستينيات القرن الماضى مقارنة بما عليه الحال الآن تقول وكأنهن فى بلد آخر، ودون أن يعنى ذلك حكمًا قيميًّا بتفضيل زى على آخر.

إنما يعنى التحول والتغير فى منظومة القيم الحاكمة داخل المجتمع والدولة، التى جعلت أغلب السيدات فى منتصف القرن الماضى لا يرتدين حجاب أو غطاء رأس مادمن ولدن فى المدن، وهو عكس الحال منذ نهاية السبعينيات، وفى كلتا الحالتين كان الشعب واحدًا وأن الفرق فى رسالة «التوعية» والمنظومة الثقافية والسياسية والتعليمية السائدة.

المناهج العلمية الحديثة تقول إن الحديث عن الشعوب أو بالأحرى المجتمعات ليس من أجل تنميطها والحكم عليها بالقول إن هذا شعب واعٍ وهذا ليس كذلك، أو هذا شعب متحضر وآخر متخلف، أو إن هناك شعبًا قابلًا للتطور والديمقراطية وآخر ليس كذلك، بل أصبحت هناك أسباب علمية وسياسية تفسر أسباب تقدم بعض الدول وتراجع بعضها الآخر أو نجاح انتقال ديمقراطى فى مجتمع وفشل آخر، أى أنها لم تعد تحمل حكمًا قيميًّا على الشعوب يقول إن النجاح أو الإخفاق راجع إلى وعى أو عدم وعى شعب.

إنما فى رصد كيفية تغيير المجتمعات والتأثير فيها عبر الأدوات المختلفة سواء كانت تعليمية أو ثقافية أو اقتصادية أو إعلامية، وهنا سنجد اهتمام الكثيرين العلمى والسياسى بكيفية تأهيل بلاد أوروبا الشرقية للتحول الديمقراطى وبناء مجتمع منسجم مع المنظومة السياسية الجديدة، وكيف تم تغيير الثقافة السياسية الألمانية التى أنتجت النازية عبر أدوات فعل اجتماعى وسياسى وإعلامى لتصبح جزءًا أصيلًا من النسق الديمقراطى الغربى.

نظرية العيب فى الشعوب قالها المستشرقون فى الماضى صراحة، ويقولها حاليًا اليمين المتطرف ضمنًا فى الغرب. وإنه بالتأكيد لا يوجد شعب وُلد بعيوب هيكلية، إنما هناك سياق كامل يشكل وعيه، وأى قصور فى هذا الوعى يرجع بالأساس إلى برامج التوعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوعية قبل الوعى التوعية قبل الوعى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon