توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كمال الجنزوري

  مصر اليوم -

كمال الجنزوري

بقلم : عمرو الشوبكي

حزين على رحيل الدكتور الجنزورى لأسباب شخصية وموضوعية، فقد عرفت الرجل عقب كتابة مقال فى «المصرى اليوم» فى 2006، انتقدت فيه مشروع توشكى، فاتصل بى وناقشنى برقة وبمنطق علمى يؤكد أن حماسه للمشروع لم يكن عشوائيًا، إنما عكَس رؤية متكاملة، بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف معها، ومنذ ذلك الحين أصبحت من المترددين على مكتبه فى مدينة نصر طوال الفترة التى هُمِّش فيها أثناء حكم مبارك، وقابلت العديد من رجال الدولة المحترمين معظمهم «على المعاش»، واقتربت من الرجل على المستويين الإنسانى والفكرى، فكان مستمعًا جيدًا، ومعتزًا بنفسه دون غرور، وصاحب رأى ورؤية.

عقب ثورة يناير، التقينا مرات عديدة، حتى انتُخبت نائبًا فى برلمان 2011 عن دائرة الدقى والعجوزة وإمبابة، فكان أول المهنئين، وكان وقتها قد أصبح رئيس وزراء مصر، وهنا اكتشفت قدراته الاستثنائية فى الإدارة واتخاذ القرار.

وقد عرضت علية مشروعًا لتنمية آخر 14 فدانًا خالية فى منطقة أرض اللواء، اشتغل عليه أهالى وشباب المنطقة بمهنية عالية، ووضعنا مشروعًا للخدمات العامة يضم مستشفيين ومجمع مدارس ومركزًا شرطيًا وحديقة عامة، صممها مهندسون شباب، وتقوم على فكرة الشراكة وكسر «الجيتوهات» بين أحياء مصر، وكان المقصود المهندسين من ناحية وأرض اللواء من ناحية أخرى.

أذكر أن مَن عرضت التفاصيل الفنية لهذا المشروع، فى اجتماع مع الدكتور الجنزورى، فى مقر مجلس الوزراء، مهندسة حديثة التخرج، من أرض اللواء، (هناء جاد)، وقدمته بشكل مبهر نال حماس الراحل الكبير، ولم يتعامل مع ما طرحته باستهانة باعتبارها مواطنة صغيرة فى السن، ومن خارج جهاز الدولة، وظل يسألنى عنها وعن باقى المجموعة حتى آخر لقاءاتنا.

خصص الرجل قطعة الأرض للمنفعة العامة، وكان من أشد المتحمسين لهذه الشراكة بين الدولة والمبادرات الأهلية (غابت بغيابه)، وبدأنا رحلة البحث عن التمويل المطلوب، ولكن للأسف لم يستمر الدكتور كمال فى الوزارة، بقرار إخوانى، نجحنا فى تأجيله حين حالوا سحب الثقة من حكومته عن طريق البرلمان، وفى نفس الوقت كان هناك صراخ بعض قوى المراهقة الثورية ضد الرجل الذى لم يعرفوه.

ضاعت على مصر فرصة حقيقية لكى يترك رجل بوزنه وقيمته بصمة أكبر فى المجال السياسى وليس فقط فى المجال العام والإدارى.

سيبقى الدكتور كمال قيمة كبيرة. أثّر فى كثيرين، وأنا منهم، وأشهد على إخلاصه ونزاهته ووطنيته الحقيقية بدون شعارات. وعزاؤنا أنه بين يدى الله العدْل الرحيم العليم ببواطن الأمور.

آخر لقاء كان منذ عام، وآخر اتصال تليفونى كان منذ شهر، وعرضت عليه أن أزوره فى بيته مادام لا يذهب إلى المكتب، ولكنه قال: «إن شاء الله حبقى كويس وأشوفك فى المكتب»، ولكنها هى مشيئة الله.

اللهم ارحمه واغفر له بقدر ما أخلص وأعطى لهذا البلد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كمال الجنزوري كمال الجنزوري



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon