توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر والجزائر

  مصر اليوم -

مصر والجزائر

بقلم : عمرو الشوبكي

تصريحات الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون بخصوص الأزمة الليبية لافتة، فقد صرح بأن حكومة الوفاق لم تعد تمثل الليبيين، وأنه تم تجاوزها، والمطلوب تأسيس جمعية وطنية تنتخب رئيسا وبرلمانا وحكومة تتجاوز بها الأشكال المؤقتة.

وقد تكون هى المرة الأولى التى يصرح فيها الرئيس الجزائرى هذا التصريح، فقد حرصت الجزائر على أن تحتفظ بعلاقات متوازنة مع كل أطراف الصراع فى ليبيا، سواء كانت حكومة الوفاق أو رئيس البرلمان الليبى ولفترة طويلة أيضا المشير خليفة حفتر إلى أن خرجت هذه التصريحات التى لا تلغى وجود حكومة الوفاق إنما تعتبرها طرفا ضمن أطراف أخرى.

دلاله تصريحات الرئيس الجزائرى أنها قربته من الموقف المصرى دون أن تتطابق معه، والواضح أن التغلغل التركى المتزايد فى ليبيا قد استفز الجانب الجزائرى، خاصة أن هذا الوجود بدأ يأخذ شكل احتلال بالاتفاق مع حكومة الوفاق على إقامة قاعدة عسكرية جوية فى الوطية (تعرضت لضربات جوية عنيفة أمس الأول، هناك مؤشرات أنها غارات فرنسية) وأخرى بحرية فى مصراتة، وهو أمر يمثل نسفًا للتاريخ النضالى للجزائر فى رفض القواعد الأجنبية، مثلما فعلت مصر وباقى دول شمال إفريقيا.

صحيح أن مصر قطعت علاقتها مؤخرًا بحكومة الوفاق لكنها فى نفس الوقت متمسكة بالحل السياسى مثل الجزائر، واعتبرت أن دخول سرت والجفرة خط أحمر أمام قوات الوفاق مثلما اعتبر الرئيس الجزائرى أن دخول طرابلس خط أحمر أمام قوات حفتر.

القاهرة أطلقت مبادرة سياسية الشهر الماضى لم تعارضها الجزائر، ولم تتحمس لها، رغم أن قوتها فى أن وراءها قسما كبيرا من برلمان منتخب، وليس مجلسا رئاسيا معينا (حتى لو معترف به دوليا) وطالب أن يختار كل إقليم من أقاليم ليبيا التاريخية الثلاثة (طبرق وفزان وطرابلس) ممثلا له فى مجلس رئاسى جديد، سواء بالتوافق بينهم أو بطريقة الاختيار السرى تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو ما يعنى أن مشروع إعادة بناء الدولة الوطنية الليبية الذى رفع لواءه خليفة حفتر ليس فقط عسكريا إنما أيضا مدنى وسياسى ويتبناه برلمان منتخب.

مبادرة القاهرة تنص على وجود مكان فى المجلس الرئاسى لإقليم طرابلس بما يعنى أن من سيتم اختياره لن يكون بعيدا عن الوفاق، ولكن مطلوب أن يكون بعيدا عن قوى التطرف والإرهاب، وهنا يمكن للجزائر أن تلعب دورًا فى دعم الأجنحة غير المتطرفة فى حكومة الوفاق مثلما مطالبة مصر أن تحدث اختراق سياسى فى طرابلس تستعيد أطرافا مدنية وقبلية كثيرة استفزها التغلغل التركى.

إذا نسقت مصر والجزائر فى الملف الليبى ووحدتا جهودهما فإن هذا سيعنى أول ظهور لمشروع عربى حقيقى لدول الجوار لمواجهة خطرين كبيرين: النفوذ التركى والجماعات الإرهابية، والأهم إعادة السلام لبلد شقيق وجار بعد أن مزقته الحرب الأهلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والجزائر مصر والجزائر



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon