توقيت القاهرة المحلي 12:42:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المناورة الكبرى

  مصر اليوم -

المناورة الكبرى

بقلم : عمرو الشوبكي

بصرف النظر عن مستقبل الصراع القومى المحتدم بين الأكراد ودول المنطقة: عرب وفرس وأتراك، خاصة مع الأخيرة، فإن ما جرى الأسبوع الماضى، عقب الغزو التركى للأراضى السورية، من مناورات عسكرية وسياسية وأوراق ضغط، دل على أن معركة كبرى جرت فى ساحة السياسة أكثر من ساحة المعارك، وأن الطرف الأمريكى على غير العادة أدارها بمهارة كبيرة.

ورغم هزيمة المشروع السياسى لتركيا فى سورية والذى قام على دعم فصائل عسكرية مسلحة تكفيرية وغير تكفيرية من أجل إسقاط النظام بالقوة المسلحة، وشاركها فى ذلك دول عربية أخرى، ومع ذلك فهى الدولة الوحيدة من بين الدول الخاسرة فى سوريا التى حافظت على تأثيرها الإقليمى فى مواجهة الأطراف الأخرى (روسيا وإيران) وهذا ما انعكس على مفاوضات يوم الخميس الماضى بين الرئيس التركى ونائب الرئيس الأمريكى (كلاهما متشدد) والتى استمرت لأكثر من 5 ساعات.

ورغم التجهم الذى خيم على أجواء الاجتماع وتوقع الكثيرين فشله إلا أن أمريكا نجحت فى أن تفرض وقف إطلاق النار على الأتراك فى مقابل ضمان انسحاب القوات الكردية لمسافة 20 ميلا من الحدود التركية، وأيضا رفع العقوبات عن أنقرة.

والحقيقة أن التصعيد الذى شهدته المنطقة، طوال الأسبوع الماضى، خاصة بين الجانبين الأمريكى والتركى، كان يدل على أنهما وصلا إلى نقطة اللاعودة، والحقيقة أن الضغوط التى مارستها أمريكا واستجابة الجانب التركى دلت على مستوى من إدارة الصراعات السياسية لا يقوم مطلقا على الصراعات الصفرية التى نعرفها فى العالم العربى بالشعارات وليس فى الواقع والفعل.

وقد قام الرئيس الأمريكى بمناورة كبرى جعلتنى لأول مرة أبدى إعجابا بأدائه (وأعتقد ستكون الأخيرة)، فقام بسحب القوات الأمريكية من المناطق الكردية، وكتبت وكتب غيرى منتقدا هذه الخطوة، فى حين أثبت الواقع أن ترامب امتلك ورقة ضغط كبيرة على الأكراد بسحب قواته (ونفعت) حين ساهمت فى إقناعهم بعد ذلك بضرورة وقف إطلاق النار، كما أن فرضه عقوبات اقتصادية على تركيا كان ورقة ضغط كبيرة على تركيا واقتصادها المأزوم (ونفعت).

اتفاق الخميس الماضى يقول إن ترامب، رغم خطابه المتطرف وتقلباته السياسية، وعدائه للحقوق الفلسطينية، إلا أنه قام بمناورة كبيرة لم يكن سحب قواته تسليما للروس ولا للأتراك، إنما كان مناورة للضغط على الجميع، وربما شجعت الأتراك للدخول إلى سوريا حتى فوجئوا بالضغط الأمريكى الكاسح فرضخوا له.

يقينًا هناك دروس يجب أن نتأملها فى عالمنا العربى لتزايد أدوار الآخرين فى بلادنا وحالة الضعف التى جعلت أمر بلد عربى عظيم مثل سوريا مرتهنا بدول غير عربية (تركيا وإيران)، وأن مواجهتهم لا يجب أن تكون بالرفض فقط، إنما ببديل وحضور عربى حقيقى.

حقنت هذه الخطوة دماء أبرياء كثيرين، والنصر لشعب سوريا الكريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناورة الكبرى المناورة الكبرى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon