توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدود الرعاية

  مصر اليوم -

حدود الرعاية

بقلم : عمرو الشوبكي

الغناء أذواق والفن ألوان ومدارس لا يجمع عليها الناس، وإن ما يعتبره البعض فنًا هابطًا يعتبره آخرون فنًا حقيقيًا. أقول ذلك بمناسبة المطالبة بمنع مجموعة من المطربين من الغناء بعد أن صرخوا فى استاد القاهرة، المنشأة العامة المملوكة للدولة، بمجموعة أغان مسفة ورديئة روّجت لتعاطى الحشيش والمخدرات، فى وقت أغرقت الدولة الشوارع بإعلانات النجم محمد صلاح وهو يقول «لا للمخدرات» فى مفارقة تبدو صادمة.

وإذا كان شاكوش ورمضان وباقى الفرقة لون فنى لديه جمهور واسع يتابعه فى المسرح والسينما وأخيرا على اليوتيوب فإن هذا يعنى أنهم يعكسون جانبا حقيقيا من واقعنا المعاش ومن ذوق بعضنا (المتدهور)، أى أنهم عرض لمرض وليس المرض نفسه ولن يفيد كثيرا منع شاكوش فسيخرج بدلا منه «مرزبة» وهكذا.

فى كل مجتمعات العالم شرقا وغربا هناك أغان وموسيقى بعضها أكثر هبوطا وسوءا مما نشتكى منه فى بلادنا فمثلا موسيقى الراب أو أغانى الضواحى الفقيرة فى أوروبا وغيرها لا أحد يفكر فى منعها بل ولا توصف من الأصل أنها هابطة، إنما الفارق الأساسى أن الدولة لا ترعاها بل ترعى دور الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والباليه.

نعم ما شاهده البعض فى استاد القاهرة هو امتداد لنوعية من أغانى الحفلات والأفراح التى تجرى فى بعض المناطق الشعبية مع فارق رئيسى أن الأخيرة تعكس اختيارات شخصية يقوم بها قطاع من الناس ذوقهم العام ينسجم مع هذه الأغانى، وهى بالمناسبة وصلت لشرائح من الأثرياء الجدد وشبابهم المترف الذين باتوا يحفظون هذه الأغانى، أما فى الأولى فتعتبر مأساة حقيقية أن ترعى الدولة لحسابات خاطئة هذه النوعية من الأغانى والكلمات، وفتحت لها استادها الرياضى الأكبر ورعت الحفلة.

الاعتراض على هذه النوعية من الأغانى والمطربين لا يجب أن يكون مرادفًا للمنع والحظر لأنها لون موجود، إنما أن تنتقل الدولة من دعم الكتاب (تجربة القراءة للجميع التى اختفت) ومن دعم الأوبرا والباليه وقصور الثقافة إلى رعاية هذه النوعية من الفن والغناء فهذا يعتبر خطأ جسيما.

قد يكون مفيدا الاطلاع على الفيلم الوثائقى الذى بثته بى بى سى العام الماضى عن إنشاء فرقة الباليه المصرية فى الستينيات، وكيف رعت الدولة وعبدالناصر شخصيا هذا «الاختيار الفنى» وروت ماجدة صالح كيف أن الدولة أرسلتهم لتقديم عروضهم فى أسوان منذ أكثر من نصف قرن وكيف استقبلهم الناس بحفاوة وتقبلوا هذا الفن الراقى، لأن الدولة اختارت نشر هذه النوعية من الفنون وسط مختلف قطاعات الشعب.

المنع والحظر لن يحل مشكلة هذه النوعية من الأغانى، إنما رعاية الدولة لذوق فنى مختلف كما جرى عندنا ويجرى عند غيرنا هو بداية الطريق لتحجيم هذه الظواهر ووضعها فى إطارها الطبيعى والمحدود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدود الرعاية حدود الرعاية



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon