توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما قبل المواجهة

  مصر اليوم -

ما قبل المواجهة

بقلم : عمرو الشوبكي

المواجهة لا تعنى بالضرورة عسكرية، ولكنها فى النهاية تبقى مواجهة، ومصر اقتربت أكثر من أى وقت مضى فى الدخول فى مواجهات اضطرارية خشنة فى ليبيا وحول سد النهضة الإثيوبى.

والحقيقة أن طبيعة المواجهتين مختلفة، والفارق بينهما كبير، فالتحدى الإثيوبى وجودى يتمثل فى تهديد أحد أركان الحياة فى مصر وهو المياه، أما التحدى الليبى فهو حدودى يتعلق بالأمن القومى المصرى والعربى بسبب تهديدات إرهابية مدعومة من تركيا.

والمؤكد أن أدوات التعامل مع التحديين يجب أن تكون مختلفة، وتقييم الأداء المصرى ولغة الخطاب يجب أن يكون أيضا مختلفا، ففى الحالة الليبية مصر تواجه نظام أردوغان الذى يحكم منذ 20 عاما وليس الشعب التركى، وإن الحضور الدفاعى للقوة العسكرية المصرية عنصر ردع حقيقى للغزو التركى وحلفائه، وإن استعدادها للتدخل المحدود لا يجب أن يؤدى إلى تورطها فى حرب شاملة وطويلة، إنما ستدعم هذه المرة القوات المسلحة المصرية بشكل مباشر الجيش الوطنى الليبى.

نعم مصر تحتاج إلى خطاب فيه قوة وردع بقوتها العسكرية دفاعا عن الأمن القومى المصرى والعربى، ولكنها تحتاج إلى أن تحقق اختراقات سياسية فى طرابلس والغرب الليبى الذى يعيش فيه حوالى ثلثى عدد سكان ليبيا وأغلبهم ليسوا إخوانا ولا متطرفين إنما كثير منهم يمثلون رموز النخب المالية والسياسية الليبية، وهو فى النهاية أمر ستحتاجه مصر بشده فى مرحلة «ما بعد المواجهة» وفى حال الدخول فى مسار سياسى.

أما التحدى الإثيوبى فأدواته مختلفة وخطاب مواجهته مختلف، فكل صور التلويح بالقوة العسكرية تجاه تنظيمات التطرف والإرهاب وداعميهم فى ليبيا يجب أن يكون العكس بالنسبة لإثيوبيا، وهذا لا يعنى الاستمرار فى السياسة الناعمة التى تبنتها مصر منذ توقيعها على إعلان المبادئ فى 2015 وحتى شكواها فى مجلس الأمن، إنما أن تعزز سياساتها الخشنة وتمارس مزيدا من الضغوط السياسية والقانونية وتفند مزاعمها أمام العالم دون أن تطرق من قريب أو بعيد لأى كلام فيه تلويح بالقوة العسكرية (على خلاف ليبيا).

والحقيقة أن من يتصور أن مصر بحاجة إلى «خطاب عسكرى» فى مواجهة إثيوبيا يرتكب خطأ كبيرا فى حق بلده، فمصر فى حاجة إلى خطاب قوى وخشن محل الخطاب الناعم وتفاوض النوايا الحسنة الذى امتد لأكثر من اللازم.

إذا اضطرت مصر لعملية عسكرية ضد أخطار السد فلن تكون بنفس شكل تدخلها فى ليبيا إنما ستكون جراحية وصامتة وبعد أن يتأكد العالم كله أن مصر ستتعرض لخطر وجودى حقيقى وبعد أن استنفدت كل أدوات الضغط السياسى والعالمى.

الخطر يأتى من بعض الإعلاميين أصحاب السوابق فى الإساءة للشعوب وترديد الكلام الفارغ والعنتريات التى تتصور أن الحروب نزهة، وأن الوطنية تقاس بهتافات البعض على الهواء.

أداء مصر قبل المواجهة هو طريقها للانتصار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما قبل المواجهة ما قبل المواجهة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon