بقلم : عمرو الشوبكي
ظل السبب الرئيسى وراء حوادث الطرق فى مصر هو السرعة الجنونية التى يقوم بها كثير من قادة السيارات، خاصة الشباب المرفه، وهو مشهد يعانى منه كل مسافر على الطريق السريع، حين يجد سيارات «الجيب» الفاخرة تصل سرعتها إلى 180 كيلو، ولا تعرف ما إذا كانت اللجان الشرطية قادرة على محاسبتهم إذا أوقفتهم واكتشفت أنهم أصحاب وظائف محصنة.
ومع ذلك ظهر مؤخرًا عامل آخر يتعلق بتنظيم الطرق نفسها وكيف وصل التسيب والفوضى إلى عدم تحديد هوية طريق سريع إذا كان اتجاهًا واحدًا أم اتجاهين.
وقد تلقيت رسائل عديدة تعليقًا على مقال «البشر قبل الطرق»، نشرت إحداها الأسبوع الماضى، تحت عنوان: «القيادة الدفاعية»، وهناك تعليقان على نفس المقال، أحدهما جاء من الصيدلى الكبير، الدكتور فاروق الرزيقى، وجاء فيه:
الأخ الفاضل الدكتور/ عمرو الشوبكى
تحية لك ولكتاباتك المليئة بالموضوعية، والتى أتابعها باهتمام شديد بجريدة «المصرى اليوم».
وأود التعليق على ما يخص الطريق البطىء بالساحل الشمالى، الرابط بين القرى السياحية، فالحوادث به يومية سواء ليلًا أو نهارًا، حيث إنى أقضى عطلة نهاية الأسبوع طوال فترة الصيف فى الساحل الشمالى قادمًا من الشيخ زايد.
أما السبب الرئيس للحوادث فى هذا الطريق أن هذا الشارع البطىء مخطط بخطوط متقطعة فى الوسط، فيبدو كأنه اتجاه واحد ذو حارتين، ولكن لو تم تخطيطه بخط متصل فى الوسط وليس متقطعًا، بذلك ينقسم إلى حارتين، ويتم تخطيطهما بأسهم اتجاه اليمين وأسهم اتجاه اليسار، وبذلك تحسم الدولة الأمر وتقضى على الحيرة الشديدة التى يعانى منها السائق أثناء القيادة على هذا الطريق «يا ترى أنا صح ولا غلط؟؟؟»، قبل الغرامات وقبل تحرير المخالفات والرادارات، حيث إن الرصف بدون تخطيط وبدون علامات إرشادية لمداخل القرى لا قيمة له، بل إن هذا التنظيم والتخطيط أهم بكثير من الرصف نفسه، فَلَو أشرتم فى مقالاتكم القادمة إلى هذه الملحوظة، وتبنيتم هذا الملف، فستنقذ آلاف الضحايا.
د. فاروق فؤاد الرزيقى
صيدلى قديم وصاحب مجموعة صيدليات دلمار وعطاالله
أما الرسالة الثانية فجاءت من الأستاذة هبة حسن، وجاء فيها:
الكاتب الفاضل عمرو الشوبكى
بعد التحية
أتابع مقالات سيادتكم منذ سنوات، وأُكِنّ كامل الاحترام لآرائكم. وقد أعجبنى مقالكم «البشر قبل الطرق»، وأود أن أزيد بأن الحادث الإرهابى الأخير أمام معهد الأورام ما كان له أن يحدث فى حالة تواجد شرطة المرور لإيقاف السيارة القادمة فى الاتجاه العكسى فى واحد من أكثر الأماكن حيوية وازدحامًا على كورنيش النيل، والغريب أنى لم أجد التفاتًا لهذه النقطة، وكان السير عكس الاتجاه أمرًا طبيعيًا، وكان التركيز فقط على تفاصيل ما بعد الحادث.