توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القائد الشهيد

  مصر اليوم -

القائد الشهيد

بقلم - عمرو الشوبكي

من بين فصيلة القادة المحاربين هناك من يختارهم الله ليكونوا شهداء و«أحياء عند ربهم يرزقون»، ومن أبرز هؤلاء القائد البطل عبدالمنعم رياض الذى استشهد فى هذا الشهر من عام 1969 وهو فى الصفوف الأولى بين قواته يقاتل جيش الاحتلال الإسرائيلى، واعتبرت مصر منذ ذلك التاريخ يوم 9 مارس من كل عام هو يوم الشهيد تخليدا لذكرى القائد البطل.

والشهيد عبدالنعم رياض لم يكن مجرد عسكرى مصرى مرموق، إنما كان بطلا قوميا بامتياز ألهم الشعب والجيش بعد هزيمة 67 بـأن النصر ممكن والبطولة والشهادة لا تخص الجنود وصغار الضباط فقط إنما أيضا القادة المحاربين الكبار.

جنازة عبدالمنعم رياض لمن شاهدها صوتا وصورة من الجيل الأكبر أو من تابعها مؤخرا فيلما مسجلا، كانت دليلا على أن حرب الجيش كانت حرب الشعب كله، وأن هذه اللحمة النادرة بين مئات الآلاف من البشر الذين شاركوا فى جنازة عبدالمنعم رياض، وبين القيادة السياسية التى كان يمثلها جمال عبدالناصر كانت عميقة وغير متكررة، وفيها اختار الشعب بشكل حر دون قمع أو إجبار أن يدعم نظامه السياسى، لأن عبدالناصر وقادته المحاربين احترموا الشعب وآمنوا به، رغم أنه لم يكن شعبا «سويديا»، وكان يعانى من مشكلات أمية وفقر، فأعطاهم الشعب عيونه وتحمل معهم كل الصعاب.

الشهيد البطل عبدالمنعم رياض هو واحد من قائمة شرف طويلة من قادة مصر المحاربين الذين تركوا بصمة علم وبناء وجدية وعطاء فى تاريخنا الوطنى والعسكرى، فهناك الفريق الراحل محمد فوزى وزير الحربية الأسبق الذى من خلال كتابه العظيم «حرب الثلاث سنوات» (أوائل الكتب المؤثرة التى قرأتها أثناء دراستى الجامعية)، شكل وعى جيل كامل عن بطولات الجيش المصرى أثناء حرب الاستنزاف، وهناك أسماء أخرى أيضا من قادة مصر المحاربين مازالوا كثرا، فوزيرهم الراحل العظيم الفريق أحمد إسماعيل على وزير حربية نصر أكتوبر، وأيضا رئيس أركان الجيش المصرى فى نصر أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى الذى يعد واحدا من أهم الشخصيات العسكرية فى تاريخ العرب، والذى قال فى مذكراته: «لم يحدث قط أن اشتكى لى أحد الضباط أو الجنود من الحياة الشاقة التى يعيشونها لأنهم كانوا يرون بأعينهم كيف أعيش وكيف أشاركهم حياتهم».

وهناك المشير عبدالغنى الجمسى بمهنيته ونزاهته ودوره الكبير فى حرب أكتوبر، وأيضا المشير عبدالحليم أبوغزالة، صاحب الرؤية الاستراتيجية العميقة التى سبقت عصره بعقود.

عبدالمنعم رياض كان نموذجا لجيل القادة المحاربين من أبناء الجيش المصرى، فهو جيل اهتم بالجوهر (أن يكون وسط جنوده فى قلب المعركة لا بعدها ولا قبلها) لا الشكل واللقطة، ورهن حياته بطيب خاطر للدفاع عن الشعب والوطن، ولم يحارب معارك جانبية، ولم يتورط فى دهاليز السياسة ولا مغريات الاقتصاد، وواجه عدوا قويا حقيقيا، يحتل الأرض ومدجج بالسلاح ويمتلك واحدا من أقوى جيوش العالم وأحد أهم أجهزة المخابرات دهاء وقسوة.

نموذج القائد الشهيد عبدالمنعم رياض كان إعلانا عن طى صفحة أداء الهزيمة فى 67 وشق طريق النصر فى 73. فرحم الله كل شهدائنا الأبطال.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القائد الشهيد القائد الشهيد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon