توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاوف سودانية

  مصر اليوم -

مخاوف سودانية

بقلم : عمرو الشوبكي

المرارة التى خلفها حكم البشير الإخوانى فى السودان كبيرة، ومخاوف قطاعات واسعة من الحكم الدينى حاضرة بقوة وخاصة عقب التوقيع على إعلان مبادئ بين المجلس الانتقالى والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بزعامة عبدالعزيز الحلو والذى نص على تحقيق سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه والاعتراف «بتعدد الأعراق والديانات والثقافات». كما نص على «تحقيق العدالة فى توزيع السلطة والثروة بين جميع أبناء شعب وأقاليم السودان للقضاء على التهميش التنموى والثقافى والدينى، كما نص أيضا على فصل الدين عن الدولة وألا يكون هناك أى إشارة لدين الدولة فى دستور المرحلة الانتقالية.

وقد جاء هذا الاتفاق ليستكمل اتفاق جوبا للسلام الذى وقع العام الماضى مع الجبهة الثورية وحركة تحرير السودان جناح مناوى لينص على دمج الفصائل المسلحة فى مجلس السيادة الانتقالى والحكومة التنفيذية وأيضا دمج مقاتلى الحركات المسلحة فى الجيش السودانى على 3 مراحل، كما جرى التفاهم على أن تبدأ الفترة الانتقالية (39 شهرا) عقب التوقيع على اتفاق السلام وتجاهل الفترة التى سبقته.

ورغم أهمية هذه الاتفاقات من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية، إلا أنه من المهم الوعى بالصعوبات التى ستخلفها، أمران: الأول دمج فصائل مسلحة فى جيش تأثر بمرحلة السيطرة الحزبية علية فى عهد البشير، وأن عملية الدمج لن تكون بشروط جيش وطنى مكتمل الأركان إنما ستعنى إعادة بناء الجيش والفصائل المسلحة حتى يمكن استيعابهما معا فى كيان وطنى جديد، وهو تحد ليس سهلا.

أما التحدى الثانى فيتعلق بحذف النص على أن دين الدولة الإسلام أو الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية وهو أمر قد يكون مفهوما فى المرحلة الانتقالية وقد يقبله كثيرون أيضا بعدها لكن التحدى الذى سيثار هنا سيتعلق بكيفية التعامل مع القوى المحافظة والمتدينة فى المجتمع السوادنى، وكيف يمكن إقناعها بأن مدنية الدولة لا تعنى أنها ضد الدين، وهو تحد قد يستغله «أنصار الشريعة»، الذين تظاهروا مرات عديدة فى السودان، لكى يقوضوا المسار الانتقالى برمته على اعتباره معاديا للدين.

والسؤال المطروح: ماذا سيفعل ممثلو الفصائل المسلحة إذا انتخب الشعب السودانى مرشحا محافظا دينيا وضع الالتزام بمبادئ الشريعة كنص فى الدستور؟ ودون أن يكون إخوانيا أو جزءا من مشروع الإسلام السياسى إنما يلعب على المشاعر الدينية لكثير من السودانيين؟.

يقينا السودان يحتاج إلى صيغ توافق دستورية ومؤسسية بأن يكون دستور الدولة مدنيا لا يميز بين المواطنين على أساس العرق والدين والجهة، ولا يبدو أيضا أنه ضد الدين، أى لا يتطرف فى الصيغ العلمانية حتى يقبل من الغالبية العظمى من الناس، كذلك فإن إعادة بناء مؤسسات الدولة تتطلب شروطا يلتزم بها الجميع: أى كل من القوات النظامية الحالية والفصائل المسلحة وليس طرفا واحدا على حساب آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف سودانية مخاوف سودانية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon