توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما العمل؟

  مصر اليوم -

ما العمل

بقلم : عمرو الشوبكي

طالبت نقابة الأطباء بإجراء حظر كامل لمدة أسبوعين، منها حوالى أسبوع إجازة العيد وعطلة نهاية الأسبوع، صحيح أن قرارًا كهذا ليس طبيًا فقط إنما هو اقتصادى أيضا، وهو ما يعنى ضرورة بحث الوضع الصحى جنبا إلى جنب مع التداعيات الاقتصادية.

ورغم أى أعتبر أن خيار الإغلاق الكامل لمدة أسبوعين هو الأفضل لمصر فى هذا التوقيت، خاصة فى ظل زيادة أعداد المصابين، وهو ما يستلزم بحثًا دقيقًا من قبل الدولة للوصول بشكل سريع للخيار الأنسب.

وسيصبح مفيدًا بحث مسألتين: الأولى خريطة للواقع الطبى والنواقص الموجودة فى مستلزمات الوقاية وقدرة الطاقم الطبى على تحمل مزيد من الزيادة فى أعداد المصابين، بعيدا عن أى خطاب دعائى أو إعلامى إنما خريطة بالواقع كما هو، بأزماته وبظروف مجتمعه.

فمثلا هل يمكن تطبيق عزل كامل أو حتى جزئى فى المناطق العشوائية، وفى أماكن تعيش فيها أسر من 4 أو 5 أفراد فى غرفة واحدة أو غرفتين؟ وهل هناك كمامات يمكن توفيرها بسعر مناسب لكل مواطن يستخدم مواصلة عامة أو يذهب لمصلحة حكومية؟ وامتلاك خريطة بتفاصيل الواقع المجتمعى المصرى بأبعاده الصحية والاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن إعلانات التليفزيون أو نصائح بعض الإعلاميين.

مواجهة كورونا هى معركة فى التفاصيل وفى الإدارة وفى العلم، ولا يمكن الاعتماد فيها على الشعارات أو الهتيفة إنما هى فرصة حقيقية لمصر لكى تطور أداءها وتصلح السلبيات والأخطاء ولو فى بعض الجوانب.

وهذا يطرح المسألة الثانية التى تنطلق من فكرة خلية الأزمة لتصل إلى «منظومة مواجهة الأزمة»، والفكرة هنا طبقتها دول كثيرة، ومنها مصر نفسها، فحين تواجه أزمة أو تحديًا ربما أكبر من إمكاناتك فإن هذا يفرض عليك بناء منظومة متكاملة أكثر تقدمًا مما هو موجود، وتتعامل بشكل أكثر كفاءة مع التحدى الجديد.

لقد أقامت مصر قبل انتصار 73 منظومة متكاملة، عسكرية ومدنية واقتصادية وسياسية، أكثر تقدما من باقى مكونات المجتمع، جعلت العبور والنصر حقيقة، فى وقت كانت حسابات الورقة والقلم والتقدم الصناعى والتكنولوجى والاقتصادى فى صالح إسرائيل، ومع ذلك انتصرت مصر بالإرادة والعلم.

وفى الهند، هناك بؤر للتقدم التكنولوجى والصناعى فى ظل بيئة محيطة نامية وفى بعض الأحيان بائسة، ومهمتها أن تشدها نحو التقدم.

تحتاج مصر مع أزمة وباء كورونا إلى منظومة أكثر تقدمًا تبنى على خلية الأزمة الموجودة، وتكون أكثر شمولا وأكثر تقدما مما هو موجود، فلن نصلح منظومة الصحة فى هذا التوقيت، ولن نوعى الناس بصورة كاملة فى أسبوع، إنما وجود منظومة تضم خبراء الاقتصاد والصحة والسياسة والأمن من خارج الجهاز التنفيذى أمر قد يساعد فى طرح أفكار وسيناريوهات واختيارات قد لا يراها كثيرون ممن هم فى طاحونة العمل اليومى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما العمل ما العمل



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon