توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصين بين الشفافية والإنجاز

  مصر اليوم -

الصين بين الشفافية والإنجاز

بقلم : عمرو الشوبكي

أعلنت الصين مؤخرا عن إضافة حوالى 1300 شخص إلى أرقام المتوفين من فيروس كورونا ليصل إجمالى عددهم إلى حوالى 4700 متوفى، وقالت إنها لم تضمّنهم فى الأرقام السابقة نتيجة خطأ حسابى، مما فتح الباب أمام اتهامها بإخفاء الأعداد الحقيقية لضحايا الوباء، وأنها أحد أسباب انتشاره بل تصنيعه فى أحد معامل مدينة ووهان.

يقينًا النظام السياسى الصينى ليس نظامًا ديمقراطيًا شفافًا يحترم حقوق الإنسان بمعناها الليبرالى، ولكنه فى نفس الوقت ثانى أقوى اقتصاد فى العالم ويعد من بين الدول الصناعية العشر الأكثر تقدمًا فى العالم، ومثل أداؤها فى أزمة كورونا خليطا من غياب الشفافية والكذب التى هى من سمات النظام المستبدة، وبين العلم الإنجاز التى هى من سمات الدول المتقدمة.

والمؤكد أن النظام السياسى الصينى ليس نظاما أمنيا حتى لو حضر الأمن بقوة، ولا نظام هواة يعمل بالفهلوة والبركة، ولا نظام شعارات حتى لو رفع كثيرا منها، إنما هو نظام سياسى له توجه محدد يقوده الحزب الشيوعى الصينى منذ ثورته الكبرى فى عام 1949 بقيادة ماوتسيتونج، حيث حكم الحزب منفردا البلاد حتى الآن، ونقلها من البؤس والتخلف والحروب الأهلية إلى واحدة من أقوى دول العالم اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.

واللافت أن الحزب الشيوعى يضم حوالى 90 مليون عضو، أى أكثر من 5% من عدد السكان، وهو بذلك يعد أكبر حزب سياسى فى العالم، ويدير البلاد بشكل مركزى صارم، وهو ما سهل من مهمة الدولة فى اتخاذ إجراءات تتبع للناس عقب ظهور الوباء، عززتها الثقافة السياسية السائدة فى المجتمع المتعايشة مع هيمنة أجهزة الدولة والإدارة المركزية.

وسواء أحب بعضنا الخبرة الصينية أو كرهها إلا أنه من المؤكد أيضا أنها نجحت فى السيطرة على فيروس كورونا بعد أن أدارت معركة علمية وطبية على درجة كبيرة من الكفاءة والمهنية، وصححت جانبا من أخطائها الجسيمة، حين ألقت الشرطة القبض على الطبيب الصينى العبقرى الذى اكتشف حقيقة الفيروس منذ بدايته، ووبخته، وتعاملت بمنطق أمنى مع ظاهرة علمية وطبية بإخفائها، لكنها رجعت وأعادت الاعتبار للطبيب (ولو بعد وفاته) واعتبرته بطلا قوميا شجاعا ثم أعلنت أرقاما جديدة لضحايا الفيروس ومع ذلك لا توجد ثقة فى صحتها.

الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الصينية حين بدأ الفيروس فى الانتشار فى مدينة ووهان كانت سريعة وفعالة وتعتبر من أولى الدول التى طبقت إجراءات العزل على مدينة بأكملها وهو ما كان محل انتقاد من بعض وسائل الإعلام الغربية التى عادت بعدها وأشادت بهذا الأسلوب بعد أن طبقته معظم الدول الغربية والعالم.

رسبت الصين فى اختبار الشفافية ولكنها نجحت فى معركة الإنجاز والعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين بين الشفافية والإنجاز الصين بين الشفافية والإنجاز



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon