توقيت القاهرة المحلي 08:37:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجاح السودان

  مصر اليوم -

نجاح السودان

بقلم : عمرو الشوبكي

نجاح الخطوة الأولى لا يعنى الوصول لخط النهاية، وبناء الأساس الصحيح شرط لاكتمال أى صرح لكنه لا يعنى النجاح فى استكمال بنائه.

هذا واقع التجربة السودانية، التى قدمت نموذجا ملهما للتغيير، ونجحت، عقب أزمات كثيرة، فى الدخول فى مرحلة انتقالية ستستمر 39 شهرا (نراها طويلة جدا) على طريق بناء دولة القانون المدنية الديمقراطية.

والحقيقة أن أخطر ما يواجه المجلس السيادى فى المرحلة القادمة هو قدرته على إعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم إضعافها وأخونتها طوال الثلاثين عاما، حتى أصبحت طرفا مباشرا فى الصراع السياسى.

فقد أسس البشير قضاء وجيشا وشرطة وجهازا إداريا مرتبطا بالحزب الإخوانى الحاكم، وأجرى عملية تجريف لهذه المؤسسات وضم عناصر إخوانية (كيزان بالتعبير السودانى) بغرض السيطرة عليها وتوجيهها وفق خط النظام الحكام وما سمى فى ذلك الوقت المشروع الإسلامى.

ورغم ذلك نجح الجيش السودانى فى الحفاظ على تماسكه، رغم التحديات الكبيرة التى مازات تواجهه، والخلافات التى جرت بين بعض قادته، بل حتى محاولات الانقلاب التى رتبها عناصر من النظام القديم على قيادات الجيش وعلى مجمل المسار السياسى الجديد، وتم كشفها وإفشالها.

كما نجحت قوى الحرية والتغيير بدورها فى تقديم نموذج ناجح فى الإدارة السياسية فرغم الخلافات الكثيرة الموجودة داخل أحزابها وتياراتها حتى إن بعضها رفض التوقيع على اتفاق المرحلة الانتقالية مثل الحزب الشيوعى السودانى، إلا أنها نجحت فى التقدم للأمام ووقعت على الاتفاق، رغم مزايدات بعض الجماعات الثورية وتحريض قوى النظام القديم الإخوانية.

وعلى خلاف تجارب عربية أخرى رفضت فيها كثير من القوى الثورية التفاوض مع النظام القائم أو مع الخصوم السياسيين مثلما جرى فى مصر عقب ثورة يناير، فإن قوى الحرية والتغيير تبنت، منذ اليوم الأول، مبدأ التفاوض مع السلطة القائمة ممثلة فى المجلس العسكرى الانتقالى، وتمسكت فى نفس الوقت بضغط الشارع من أجل بناء نظام سياسى مدنى بديل، وليس لصالح الفوضى والاستباحة وغياب أى بديل.

لقد كرست التجربة السودانية «التفاوض» كقيمة عليا تمسك بها جميع الفرقاء مهما كانت درجة الخلافات بينهم، وهو ما وضعها أيضا على أول طريق النجاح.

نجاح المجلس السيادى فى وضع أساس صحيح للمرحلة الانتقالية سيعنى النجاح فى بناء نظام مدنى ديمقراطى، وهو مطالب ليس فقط بمواجهة المشاكل الاقتصادية والسياسية المتراكمة، إنما أيضا إعادة بناء مؤسسات الدولة وضمان حيادها تجاه الحزب أو النظام الحاكم مهما كان توجهه أو لونه السياسى.

طول الفترة الانتقالية أمر مقلق مازلت أراه عامل ضعف كبيرا، ولذا يجب أن يكون هناك أمام صناع القرار فى السودان بدائل أخرى، وتوافقات على «بديل جسر» بين النظام القديم والجديد فى حال لا قدر الله تعثر المسار الانتقالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح السودان نجاح السودان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon