توقيت القاهرة المحلي 22:48:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجاح السودان

  مصر اليوم -

نجاح السودان

بقلم : عمرو الشوبكي

نجاح الخطوة الأولى لا يعنى الوصول لخط النهاية، وبناء الأساس الصحيح شرط لاكتمال أى صرح لكنه لا يعنى النجاح فى استكمال بنائه.

هذا واقع التجربة السودانية، التى قدمت نموذجا ملهما للتغيير، ونجحت، عقب أزمات كثيرة، فى الدخول فى مرحلة انتقالية ستستمر 39 شهرا (نراها طويلة جدا) على طريق بناء دولة القانون المدنية الديمقراطية.

والحقيقة أن أخطر ما يواجه المجلس السيادى فى المرحلة القادمة هو قدرته على إعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم إضعافها وأخونتها طوال الثلاثين عاما، حتى أصبحت طرفا مباشرا فى الصراع السياسى.

فقد أسس البشير قضاء وجيشا وشرطة وجهازا إداريا مرتبطا بالحزب الإخوانى الحاكم، وأجرى عملية تجريف لهذه المؤسسات وضم عناصر إخوانية (كيزان بالتعبير السودانى) بغرض السيطرة عليها وتوجيهها وفق خط النظام الحكام وما سمى فى ذلك الوقت المشروع الإسلامى.

ورغم ذلك نجح الجيش السودانى فى الحفاظ على تماسكه، رغم التحديات الكبيرة التى مازات تواجهه، والخلافات التى جرت بين بعض قادته، بل حتى محاولات الانقلاب التى رتبها عناصر من النظام القديم على قيادات الجيش وعلى مجمل المسار السياسى الجديد، وتم كشفها وإفشالها.

كما نجحت قوى الحرية والتغيير بدورها فى تقديم نموذج ناجح فى الإدارة السياسية فرغم الخلافات الكثيرة الموجودة داخل أحزابها وتياراتها حتى إن بعضها رفض التوقيع على اتفاق المرحلة الانتقالية مثل الحزب الشيوعى السودانى، إلا أنها نجحت فى التقدم للأمام ووقعت على الاتفاق، رغم مزايدات بعض الجماعات الثورية وتحريض قوى النظام القديم الإخوانية.

وعلى خلاف تجارب عربية أخرى رفضت فيها كثير من القوى الثورية التفاوض مع النظام القائم أو مع الخصوم السياسيين مثلما جرى فى مصر عقب ثورة يناير، فإن قوى الحرية والتغيير تبنت، منذ اليوم الأول، مبدأ التفاوض مع السلطة القائمة ممثلة فى المجلس العسكرى الانتقالى، وتمسكت فى نفس الوقت بضغط الشارع من أجل بناء نظام سياسى مدنى بديل، وليس لصالح الفوضى والاستباحة وغياب أى بديل.

لقد كرست التجربة السودانية «التفاوض» كقيمة عليا تمسك بها جميع الفرقاء مهما كانت درجة الخلافات بينهم، وهو ما وضعها أيضا على أول طريق النجاح.

نجاح المجلس السيادى فى وضع أساس صحيح للمرحلة الانتقالية سيعنى النجاح فى بناء نظام مدنى ديمقراطى، وهو مطالب ليس فقط بمواجهة المشاكل الاقتصادية والسياسية المتراكمة، إنما أيضا إعادة بناء مؤسسات الدولة وضمان حيادها تجاه الحزب أو النظام الحاكم مهما كان توجهه أو لونه السياسى.

طول الفترة الانتقالية أمر مقلق مازلت أراه عامل ضعف كبيرا، ولذا يجب أن يكون هناك أمام صناع القرار فى السودان بدائل أخرى، وتوافقات على «بديل جسر» بين النظام القديم والجديد فى حال لا قدر الله تعثر المسار الانتقالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاح السودان نجاح السودان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم
  مصر اليوم - إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
  مصر اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة اسرائيلية تستهدف "مبنى سكني" في ريف دمشق في سوريا
  مصر اليوم - غارة اسرائيلية تستهدف مبنى سكني في ريف دمشق في سوريا

GMT 21:27 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصادق على توسيع العملية البرية في لبنان
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يصادق على توسيع العملية البرية في لبنان

GMT 18:17 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تطلق مبادرة لتمكين صانعات الأفلام في البحرين
  مصر اليوم - منى زكي تطلق مبادرة لتمكين صانعات الأفلام في البحرين

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 17:08 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الذهب يستقر مع هيمنة الحذر قبل الانتخابات الأميركية

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 04:37 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يخفف قيوده قبيل زيارة بعثة "صندوق النقد"

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 10:54 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تجربتي في نزل فينان البيئي

GMT 08:51 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 23:08 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على تباين

GMT 04:36 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أجمل مدن العالم من حيث الطبيعة من بينها مارياجيه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon